سجل يا تاريخ، واشهد يا قلم… كفى عبثا.. كفى استخفافا بمصير أمة وبمستقبل أجيال الجنوب!

كتب/ د/ عبدالرزاق عبدالله أحمد البكري.. باحث تربوي وسياسي واكاديمي.
أي شرعية هذه التي لا تملك من الشرع شيئا سوى التوقيع على صكوك العبث، وتغليف الفساد بغلاف الدستور؟
أي شرعية تلك التي جعلت من صمتها المخجل على تدهور التعليم في الجنوب سلّما لتسلق أوهام سياسية، ومكاسب كرتونية لا تُسمن ولا تُغني من وعي ولا وطن؟
إلى متى هذا التجاهل الممنهج لحق المعلم؟ إلى متى يُهان حامل رسالة الأنبياء ويُحرم من أبسط حقوقه: راتبٌ كريم، بيئةٌ آمنة، كرامةٌ مصونة؟
إلى متى تظل مدارس الجنوب رهينة مزاج سياسي قذر، ونزق سلطوي أرعن لا يعرف من معنى الدولة والشراكة إلا جباية ونهب ثروات الجنوب الى الجيوب وتمجيد الفشل والفاشلين؟
أيها المتكئون على شرعية التهالك والتجاهل،
كفاكم عبثا بمستقبل أولادنا، كفاكم دفنا لعقول الأجيال تحت ركام سياساتكم النتنة.
التعليم ليس صندوق بريد لأحقادكم، ولا حقل تجارب لصراعاتكم العقيمة ضد اطفال الجنوب بينما اطفال مارب يتعلمون وياخذ المعلم فيهم حقوقه مضاعفة، ويُحرم من ذلك معلمي الجنوب .
كفاكم خنقا لحناجر المعلمين الجنوبيين حين يطالبون بحقوقهم، وكفاكم نفاقًا حين تتغنون بشعارات التعليم وأنتم تذبحونه من الوريد إلى الوريد.
أليس منكم رجلٌ رشيد يقول: “كفى”؟
أليس من نخوةٍ فيكم تُعيد للتعليم قدسيته، وللمعلم مكانته، وللأطفال حُلمهم البريء بمستقبل آمن مستقر؟
سجّل يا تاريخ،
أنّ في هذا الزمن الرديء، وقفنا ننشد بدم القهر على جدران صمتكم:
“حرّروا التعليم من دهاليز السياسة المقيتة… حرّروا المتعلم من رهائن التسويات… أعيدوا للمعلم هيبته قبل أن تُمحى هيبة الوطن.”
فلا وطن بلا تعليم، ولا تعليم في ظل فسادكم.
واشهد يا قلم،
أننا قلناها لله، ثم للتاريخ، ثم لضمائركم النائمة:
لن يُبنى الجنوب على أنقاض تعليمٍ محطم كما شِتم، ولا يُرفع علمه على أكفّ جيلٍ أميٍّ مقهور كما تتمون وتسعون اليه.
نناشدكم بكل لغات العالم.
اتركوا المهاترات السياسية وتصفية الحسابات الضيقة،
وأنقذوا التعليم في الجنوب… إن بقي فيكم شيء من الشرف والكرامة.كما ياخذه المعلم في مارب ياخذه في عدن وفي كل ارجاء الجنوب.
وسيعلم الذين عبثوا بمصير المعلمين الجنوبيين أي مصير ينتظرهم…ولنا في التاريخ حُكم…وفي صبر المعلم مقآل اشد. وفي صمت التلميذ، صرخةٌ ستزلزل عروش الفاسدين والمفسدين منكم ومن ادواتكم الرخيصة