صهاريج عدن تدرج رسميا على سجل التراث العربي: اعتراف إقليمي بمكانة العاصمة عدن التاريخية

النقابي الجنوبي – خاص
في خطوة تعكس عمق الإرث الحضاري لمدينة عدن، أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) رسميا إدراج صهاريج عدن التاريخية ضمن سجل التراث العربي، وهو السجل المعتمد لدى مرصد التراث المعماري والعمراني في الدول العربية، وذلك خلال اجتماعات دورته العاشرة التي انعقدت في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الفترة من 28 إلى 30 يوليو 2025.
وأكدت الدكتورة حفيظة الشيخ، أمين عام اللجنة المعنية بالتربية والثقافة والعلوم، أن هذا الإنجاز هو نتيجة تعاون مؤسسي وثيق بين اللجنة المختصة، وفرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في عدن، والهيئة العامة للآثار والمتاحف، إلى جانب جهود بحثية وفنية استمرت على مدى أشهر.
وأوضحت أن إدراج الصهاريج على هذا السجل الإقليمي الرفيع يمثل انتصارا ثقافيا للعاصمة عدن، ويعيد الاعتبار إلى أحد أبرز معالمها التاريخية، مشيرة إلى أن صهاريج عدن لا تمثل فقط نموذجًا نادرًا للهندسة المعمارية القديمة في إدارة المياه، بل هي شاهد حي على عمق وخصوصية الطابع العدني والجنوبي الذي تجلى عبر العصور.
■ صهاريج عدن: ذاكرة الماء والهوية
تقع الصهاريج عند سفح جبل صيرة التاريخي، وتعد من أقدم المنشآت المائية في المنطقة، حيث شيدت منذ أكثر من ألفي عام بغرض تخزين مياه السيول. وتتميز بتصميم هندسي فريد ينسجم مع التضاريس الصخرية والبيئة المناخية الجافة، ما يعكس العبقرية العدنية في تطويع الطبيعة لخدمة الإنسان.
وتعتبر الصهاريج من أبرز الرموز العمرانية التي تشكل جزءا من الهوية الثقافية لعدن، العاصمة التي كانت ولا تزال مركزًا حضريا وثقافيا هاما في جنوب الجزيرة العربية، ذات طابع مدني وتاريخي متفرد.
■ دعوة لاستكمال المشوار
في السياق نفسه، شددت الدكتورة الشيخ على أهمية البناء على هذا النجاح، عبر إعداد ملفات ترشيح لمواقع أخرى ذات قيمة تراثية جنوبية لضمها إلى السجلين العربي والعالمي، داعية إلى تضافر الجهود بين المؤسسات الثقافية، والباحثين، والمجتمع المحلي في العاصمة عدن وسائر مناطق الجنوب، من أجل حماية ما تبقى من المعالم التاريخية المتنوعة.
كما أكدت أن هذا الإدراج يجب أن يترجم إلى خطوات عملية تبدأ بتهيئة الموقع، وتطوير بنيته التحتية، وتقديمه كوجهة تراثية وسياحية تحمل البعد العدني الأصيل، وتبرز عدن باعتبارها عاصمة الجنوب ذات الموروث الثقافي الضارب في التاريخ.