اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الطاهش… خدمات لا تُعد، وأمراض لا تجد لها دواء

 

كتب/ عباس البرهمي

 

عبدالله شائع أبو راغب، أو كما يعرفه الجميع بـ “الطاهش”، هو أكثر من مجرد اسم. هو ابتسامة صافية، وكلمة طيبة، ويد حانية لطالما امتدت لكل من طرق بابه، دون مقابل، ودون تردد.

كان رجلًا بسيطًا… لكنه عظيم في عطائه. إن حضر، حضرت معه الأُلفة والأنس، وإن غاب، شعر الجميع بفراغ يشبه غياب أحد أفراد العائلة.

لم يكن هناك بيت في قرى عدن وحمادة لم يدخله الطاهش، طبيبا، أو مداويا، أو ختانا للأطفال، أو حتى لتطعيم أم أو تركيب قِرْبة أو فُراشة.
تشخيصه كان دقيقًا، وفراسته لا تخيب. تميّز بقدرة استثنائية على قراءة ملامح المرض قبل أن تنطق به الشكوى، وله مواقف إنسانية لا تنسى.

تنقّل الطاهش من قرية إلى أخرى، ومن بيت إلى بيت، مشياً على الأقدام، حاملاً حقيبته الصغيرة وقلبه الكبير. لم يطلب أجرًا يومًا، بل كانت مهنته نداء إنسانيًا أداه بإخلاص كامل.

لكن اليوم، انقلبت الأدوار…

الطاهش نفسه بات طريح المرض. لم تعد قدماه قادرتين على حمله كما كان يفعل سابقا، وأمراض الضغط والسكري والدوار تهدد حياته في كل لحظة. الأشدّ إيلامًا: ضمور في الكليتين يتطلب تدخلا طبيا عاجلا.. قبل أن يصبح الندم لا معنى له.

ورغم كل ما قدّمه، لم يحظ سوى براتب زهيد لا يكفي لتهدئة وجعه، فضلًا عن علاجه.

ومن هنا، نوجه نداء عاجلا إلى:

الأخ المحافظ علي مقبل صالح

الأخ عبدالله مهدي سعيد، رئيس المجلس الانتقالي في الضالع

مكتب الصحة في المحافظة

نرجو منكم التحرك السريع لإنقاذ حياة هذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة الناس، في ظروف قاسية، وبدون مقابل.

ونداءنا يمتد إلى كل من يستطيع المساهمة في علاجه أو التخفيف من معاناته، فهذا وقت الوفاء… قبل أن يُطوى سجل الطيبين بصمت.

نتذكره حين كنا نلجأ إليه في الليالي الحالكة، حين ينام الجميع وتوقظنا آلام الأطفال أو شكاوى الشيوخ، فنطرق بابه، فينهض دون تردد، وبصدر رحب.

لم يقل يومًا: “ليس الآن” أو “انتظروا للغد”. لم يخجلنا بطلب أجر، ولم يتنصل من مسؤولية. كان أكبر من المهنة… كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

اليوم، بات الجسد المنهك بحاجة إلى من يطارد عنه المرض، كما كان هو يطارده في أجسادنا وأجساد أطفالنا.

فهل نجد في هذا المجتمع من يرد الجميل؟
هل من شعور بالامتنان لشخص خدمنا بصمت وبلا مِنّة؟
هل ننتظر أن تعلن حالة فشل كلوي نهائي حتى نندم حيث لا ينفع الندم؟

كل التقارير الطبية والفحوصات بحوزته، ولا ينقصه سوى المساعدة العاجلة.

واسمحوا لي أن أذكركم بما قاله الشاعر:
“أعطني وردة في حياتي… ولا تضع إكليلا من الزهور على قبري”.

اللهم هذا دعاؤنا، فارزقه الشفاء العاجل، وعافه من كل ألم وسقم.
اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما، ورده إلينا سالما.

زر الذهاب إلى الأعلى