الجيش الأوكراني يعلن مقتل طيار وإسقاط طائرته الـF-16

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأحد، مقتل أحد طياريه بعد إسقاط طائرته المقاتلة من طراز إف-16، خلال عملية تصدٍ لهجوم جوي روسي استُخدمت فيه طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، ضمن تصعيد متجدد للهجمات الجوية التي طالت مدنًا عدة فجرًا.

 

وذكر سلاح الجو الأوكراني، عبر قناته الرسمية في تطبيق “تليجرام”، أن الطيار تمكن من إسقاط سبعة أهداف جوية، قبل أن تتعرض طائرته لأضرار جسيمة أثناء الاشتباك مع الهدف الأخير، ما أدى إلى فقدان السيطرة وسقوطها. وتُعد هذه ثالث خسارة لطائرة إف-16 منذ بدء الحرب، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”.

 

تصعيد جوي واسع

 

وشهدت العاصمة كييف ومدن خاركيف ودنيبرو في الساعات الأولى من صباح اليوم، موجة من الانفجارات جراء قصف جوي روسي، تزامنًا مع إطلاق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في محاولة لاعتراض الهجمات.

 

وأشارت تقارير محلية إلى استخدام روسيا طائرات مسيرة وصواريخ طويلة المدى، بينما أظهرت تسجيلات مصورة أعمدة دخان تتصاعد من بعض الأحياء المدنية. ولم تُعلن السلطات الأوكرانية حتى الآن عن الحصيلة الكاملة للضحايا أو حجم الأضرار، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملياتها في عدد من المواقع المستهدفة.

 

تحركات روسية غربًا

 

ورصد مراقبون عسكريون تحليق طائرات مسيرة روسية باتجاه الغرب الأوكراني، ما اعتُبر مؤشرًا على نية توسيع رقعة الضربات، بينما لوحظت تحركات لقاذفات استراتيجية روسية وسفن حربية في البحر الأسود، يُرجح أنها تُحضّر لموجة جديدة من القصف الصاروخي مع حلول الليل.

 

معارك شرسة على الجبهة الشرقية

 

في سياق متصل، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، إن قواته تخوض معارك طاحنة ضد هجوم روسي واسع النطاق باتجاه مدينة كوستيانتينيفكا، الواقعة ضمن إقليم دونيتسك في الجبهة الشرقية، مؤكدًا أن موسكو تسعى لاختراق الدفاعات الأوكرانية عبر ثلاثة محاور رئيسية.

 

وأشار سيرسكي إلى أن القوات الروسية تكبدت “خسائر فادحة” رغم محاولاتها المتكررة للتقدم، مضيفًا أن منطقتي كوستيانتينيفكا وبوكروفسك تمثلان حاليًا أولوية استراتيجية للقيادة العسكرية الروسية، وذلك ضمن مخطط للسيطرة على كامل خط الجبهة الشرقية قبل حلول الشتاء.

 

استمرار الدعم الغربي

 

وتأتي هذه التطورات في ظل دعوات أوكرانية متجددة للدول الغربية بالإسراع في تسليم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات الحديثة، لتعزيز القدرة على مواجهة الهجمات الروسية المتكررة.

 

ويرى محللون أن خسارة طائرة إف-16 جديدة، رغم فعاليتها في الاشتباك، تعكس طبيعة المعركة الجوية المعقدة وتحديات الدفاع الجوي الأوكراني أمام الكثافة النيرانية الروسية، في وقت تعوّل فيه كييف على تلك الطائرات لكسر التفوق الجوي الروسي.

 

مخاوف من موجة هجومية روسية جديدة

 

تُشير المعطيات الميدانية إلى أن روسيا ربما تستعد لإطلاق موجة هجومية جديدة على محاور متعددة، مستغلة الضغط المستمر على الجبهة الشرقية، والتأثير النفسي الذي تتركه الضربات الجوية على المدن، في محاولة لزعزعة المعنويات والدفع نحو تنازلات ميدانية.

 

وبينما تؤكد أوكرانيا قدرتها على الصمود، يرى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستكون شديدة الحساسية، خصوصًا مع دخول الحرب عامها الرابع وتزايد التحديات السياسية والعسكرية للطرفين.