من معاشيق إلى صعدة: سلسلة تحقيقية تكشف التمكين الحوثي داخل الحكومة الشرعية الجزء الأول | خلية حوثية في عدن.. كيف أسقط الحزام الأمني جاسوس الأمانة العامة لرئاسة الوزراء؟

النقابي الجنوبي/ خاص
عملية استخباراتية دقيقة تُسقط مسؤولًا رفيعًا تخابر مع مليشيا الحوثي داخل رئاسة الوزراء
في لحظة يُعاد فيها تشكيل خطوط الاشتباك غير المعلنة، فجّرت قوات الحزام الأمني في العاصمة عدن مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلانها إحباط مخطط حوثي لاستهداف رئيس الوزراء السابق أحمد عوض بن مبارك، وضبط مسؤول حكومي يعمل ضمن الأمانة العامة لرئاسة الوزراء، كان يؤدي دورًا مزدوجًا لصالح جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي.
العملية الأمنية التي كُشف عنها مؤخرًا لم تكن وليدة بلاغ طارئ، بل نتيجة رصد استخباراتي ومتابعة دقيقة استمرت لأسابيع، شاركت فيها وحدات من الحزام الأمني.
الخيط الأول: تحركات غير مبررة وتواصلات مشبوهة
بحسب مصادر أمنية، بدأت الشكوك تحوم حول المسؤول الموقوف – ويُرمز إليه اختصارًا بـ(ح.م.م.أ) – نتيجة تحركات غير منطقية داخل مؤسسات حكومية حساسة، إضافة إلى تكرار زياراته للعاصمة اليمنية صنعاء تحت مبررات وغطاءات مدنية، رغم حظر غير المصرّح لهم بالسفر إلى مناطق سيطرة الحوثي.
التحقيقات كشفت أن المتهم كان على تواصل مباشر مع قيادات حوثية عسكرية رفيعة، أبرزهم قائد ما يُسمى بالقوات الخاصة الحوثية، حيث كان يتلقى منهم تعليمات دورية، إضافة إلى دفعات مالية مقابل تنفيذ مهام محددة، أبرزها:
رصد تحركات رئيس الوزراء السابق
تحديد مقارّ عمل بعض المسؤولين في عدن
تسريب مستندات حكومية حساسة تتعلق بالأمانة العامة
العملية: مداهمة نظيفة ورسائل مركبة
العملية التي نفّذها الحزام الأمني داخل العاصمة عدن، تمت بدقة وبعيدًا عن الأضواء، وتم خلالها ضبط المتهم دون مقاومة، بعد التأكد من حيازته على وثائق وأجهزة اتصالات تؤكد تورّطه.
وفي تصريح خاص، قال العميد جلال الربيعي، قائد الحزام الأمني بعدن، إن العملية:
> “تمثل رسالة قوية لأيادي الحوثي المتسللة، وتؤكد أن عدن محصنة بأجهزتها الأمنية ولن تسمح بتحوّل مؤسساتها إلى أدوات استخبارية بيد العدو”.
وأضاف أن ما جرى لم يكن استثناء، بل جزء من محاولات حوثية متكررة لاختراق مؤسسات الدولة في عدن، بهدف تنفيذ عمليات اغتيال أو زعزعة الثقة في البيئة السياسية والأمنية الجنوبية.
تحليل: الحوثي لا يزرع خلاياه فقط.. بل يصنعهم من داخل مؤسسات الشرعية
ما تكشفه هذه العملية لا ينتهي عند حدّ الضبط والمداهمة، بل يفتح الباب أمام أسئلة أكبر عن حجم التغلغل الحوثي في هياكل الشرعية ذاتها، خصوصًا في المؤسسات المدنية الحساسة التي يفترض أنها تمثّل خط الدفاع البيروقراطي للدولة.
إن المسؤول الموقوف – والذي يشغل منصبًا إداريًا في مؤسسة رئاسة الوزراء – لم يكن على الهامش، بل جزء من بنية القرار الحكومي، ما يطرح تساؤلًا خطيرًا: هل كان يعمل بمفرده؟ أم أن هناك شبكة أوسع من المتعاونين؟
ما بعد الكشف: تعقّب وتشريح مؤسسي
علمت “النقابي الجنوبي” من مصادر في التحقيق أن الجهات الأمنية بصدد توسيع دائرة التتبع، وأن هناك أسماء إضافية يُشتبه في تورطها ضمن شبكة تبادل المعلومات مع الحوثيين، بعضها لا يزال يشغل مناصب إدارية فاعلة.
ومن المنتظر أن تُحال القضية إلى القضاء خلال أيام، في إطار مسار قانوني واضح، وسط مطالبات جنوبية بضرورة إعادة غربلة الموظفين داخل المؤسسات السيادية في عدن.
تمهيد للجزء التالي:
ما تكشفه هذه القضية الأمنية الخطيرة لا ينعزل عن ممارسات سابقة لمسؤولين آخرين في “قلب الشرعية” قدموا غطاءً ناعمًا للحوثيين. وعلى رأسهم، القائم بأعمال الأمين العام لمجلس الوزراء، اللواء عزيز ناشر، الذي لم يكتفِ بمهادنة الحوثي إعلاميًا، بل وفّر التسهيلات للمتورطين بالتخابر.
تابعوا غدًا الجزء الجزء الثاني:
“عزيز ناشر.. من معاشيق إلى عمران: مسؤول في الشرعية يُدافع عن الحوثي ويستهدف الجنوب”
من معاشيق إلى صعدة:
مقدمة السلسلة التحقيقية:
https://alnqabialjanubi.com/archives/307162