رجل يزرع كاميرات تجسس في شقق طالبات بمدينة تركية

الشرطة التركية تعتقل مالك شقق في دنيزلي بعد ضبطه متلبساً بانتهاك خصوصية مستأجراته وتصويرهن خلسة

 

في حادثة صادمة هزت الرأي العام التركي، ألقت السلطات الأمنية في منطقة باموكالي التابعة لمدينة دنيزلي القبض على رجل يُدعى “مراد” ويبلغ من العمر 48 عامًا، بتهمة انتهاك خصوصية عدد من الطالبات اللواتي استأجرن شققًا كان يعرضها للإيجار حصريًا للإناث.

وبحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية، فإن المتهم كان ينشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمًا عبارة “للطالبات فقط” كوسيلة دعائية لاستقطاب المستأجرات، قبل أن تتكشف حقيقة ممارساته الصادمة.

وجاء الكشف عن الجريمة بعدما لاحظت إحدى الطالبات وجود جسم غريب داخل مشترك كهربائي في الشقة، لتكتشف أنه عبارة عن كاميرا صغيرة مخفية، سارعت على إثرها إلى إبلاغ الشرطة، ما دفع السلطات إلى مباشرة التحقيق والقيام بحملة تفتيش في المبنى.

وأسفرت عمليات البحث عن العثور على كاميرات تجسس أخرى مزروعة بعناية داخل الشقق، بالإضافة إلى بطاقات ذاكرة تحتوي على تسجيلات وصور خاصة لعدد من الفتيات، ما عزز من الاشتباه بضلوع مالك الشقق في مراقبة المستأجرات خلسة لفترة زمنية غير محددة.

وأظهرت التحقيقات أن المتهم كان لا يكتفي بالمراقبة المباشرة فقط، بل كان يسجل المقاطع ويحتفظ بها في وسائط تخزين، معترفًا أثناء الاستجواب بأنه قام بتثبيت الكاميرات “لأغراض خيالية”، معربًا عن شعوره بالخجل والندم حيال ما اقترفه.

وبالرغم من اعترافه، فإن النيابة العامة وجهت إليه تهمة “انتهاك الحياة الخاصة” و”القيام بتسجيلات غير مشروعة”، وقررت إحالته إلى المحاكمة، وسط مطالب حقوقية وشعبية بتغليظ العقوبة في مثل هذه القضايا التي تمس كرامة وسلامة النساء.

وأثارت الواقعة موجة استنكار واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون بتشديد الرقابة على الإعلانات العقارية الإلكترونية، وفرض شروط أكثر صرامة لحماية حقوق المستأجرين، خصوصًا من الفئات الأكثر عرضة للانتهاك كالفتيات والطالبات المغتربات.

في السياق ذاته، دعت منظمات نسوية السلطات التركية إلى سن قوانين أكثر صرامة لمكافحة الجرائم المرتبطة بالتجسس الإلكتروني، معتبرة أن ما حدث ليس حالة فردية بل جزء من ظاهرة آخذة بالتصاعد، تتطلب تحركًا مؤسساتيًا عاجلًا لحماية الضحايا وضمان عدم تكرار هذه الجرائم.

هذا، ومن المقرر أن تستكمل محاكمة مراد خلال الأسابيع القادمة، وسط ترقب شعبي واسع لمصير القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام بامتياز.