أعد تشغيل أجهزتك أسبوعيًا لتقوية الأداء وإغلاق الثغرات الأمنية

في ظل التوسع المتزايد في الاعتماد على الأجهزة الرقمية، يُعدّ إيقاف تشغيل الأجهزة الذكية وإعادة تشغيلها بانتظام استراتيجية بسيطة لكنها فعالة لتحسين الأداء وتعزيز الأمان. يوصي خبراء التكنولوجيا بأن يقوم المستخدمون بإطفاء هواتفهم وأجهزتهم مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، في خطوة تُشبه إلى حد كبير عملية “إعادة ضبط” تحرّر الأجهزة من الملفات المؤقتة وتُعيد تنشيط أنظمتها البرمجية.
وبحسب المختصين، فإن تراكم الملفات المؤقتة والبيانات التي تُحمل من التطبيقات والمواقع لاستخدام لمرة واحدة قد يؤدي إلى تدهور ملحوظ في سرعة الجهاز وأداء البطارية. إلا أن إعادة التشغيل تُمكّن النظام من التخلص من هذه التراكمات، وتُعيد ضبط الأداء إلى مستوياته المثلى، كما تُمهّد لتفعيل تحديثات أمنية وبرمجية مهمة.
نظافة رقمية تبدأ بزر الإيقاف
الإغلاق الدوري للأجهزة لا يُحسن الأداء فقط، بل يلعب أيضًا دورًا أساسيًا في الحفاظ على “النظافة الرقمية”. وتوضح الأبحاث أن بعض التحديثات البرمجية – مثل التصحيحات الأمنية – لا يتم تثبيتها إلا عند إعادة التشغيل. هذه التصحيحات تُعتبر خط الدفاع الأول ضد الفيروسات والبرمجيات الخبيثة التي تستهدف أجهزة آيفون وأندرويد وويندوز على حد سواء.
وتشير المعلومات إلى أن شركة مايكروسوفت، على سبيل المثال، تصدر تصحيحات أمنية لأجهزة ويندوز في “ثلاثاء التصحيحات”، وهو اليوم الذي تُطلق فيه الشركة تحديثات حساسة لمعالجة الثغرات الأمنية.
حماية مضاعفة من التتبع والاختراق
أما على صعيد الأمان، فإن إغلاق التطبيقات والمتصفحات قبل إيقاف تشغيل الأجهزة يُعد خطوة وقائية ذكية. فحتى وضع “التصفح الخاص” أو “المتخفي” لا يحول دون حفظ البيانات مؤقتًا في ذاكرة الجهاز أثناء الاستخدام، ما يترك بابًا مفتوحًا لتتبع الجهات الخارجية للمستخدمين.
ويحذر الخبراء من أن ترك الجهاز في وضع السكون، مع بقاء النوافذ مفتوحة، قد يسمح بتتبع البيانات الشخصية كما لو كان الجهاز لا يزال نشطًا. ولهذا، فإن إيقاف التشغيل الكامل يُعتبر الطريقة الأنجع لمسح هذه البيانات من الذاكرة المؤقتة وحماية الخصوصية.
خطوات بسيطة تعني حماية كبيرة
ولضمان أقصى استفادة من هذه الإجراءات، ينصح المتخصصون بتعديل إعدادات الأجهزة لتمكين التحديثات التلقائية بمجرد إصدارها من الشركات المصنعة، ما يُوفر جهدًا ووقتًا في التصدي للفيروسات لاحقًا. كما يُوصى بتفعيل المصادقة متعددة العوامل، وهي تقنية تتطلب من المستخدم إدخال أكثر من وسيلة تحقق للوصول إلى الحسابات، ما يعزز من صلابة الحماية الرقمية.