مضايقات وتهديدات من عصابات سلطات الاخوان.. إعلامية يمنية تتعرض لتهديدات من عناصر أمنية في تعز

أثارت الإعلامية اليمنية، سالي المخلافي، جدلاً واسعاً بعد أن كشفت، في منشورات متتالية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، عن تعرضها وأسرتها لحملة مضايقات وتهديدات مباشرة يقودها أحد أفراد شرطة النجدة في مدينة تعز، وسط تجاهل تام من الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح ذراع تنظيم الإخوان باليمن
المخلافي، التي تُعرف بتقاريرها الجريئة ومواقفها الداعمة لقضايا المجتمع، أكدت أن الاعتداءات تجاوزت حدود المضايقات التقليدية، ووصلت إلى ممارسات تمس أمنها الشخصي وتهدد حياة أفراد أسرتها، مشيرة إلى أن المعتدين يستغلون انتماءهم للمؤسسة الأمنية لتصفية حسابات شخصية، دون أي رادع قانوني.
وفي تفاصيل ما حدث، أشارت المخلافي إلى تورط مباشر لأحد أفراد شرطة النجدة، الذي ذكرت اسمه علنًا، متهمة إياه بمضايقتها أمام منزلها، بمشاركة شقيقه الذي سبق أن نفذ اعتداءً خطيراً على زوجها، الصحفي علي الحارثي، في شهر رمضان الماضي، في سوق مفرق جبل حبشي، في واقعة وصفتها بمحاولة قتل وسرقة علنية.
وأضافت: “من رمضان إلى اليوم ونحن تحت سيل من التهديدات والشتائم والملاحقة، ولم تحرك الجهات الأمنية ساكنًا رغم تقديم شكاوى موثقة بكل ما حدث، حتى بات الاستهداف يجري على مرأى ومسمع من الجميع”، ما يعكس حالة من العجز أو التواطؤ من قبل الجهات المعنية في تعز، بحسب ما وصفه ناشطون.
ردود الفعل على هذه القضية لم تتأخر، حيث اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واستنكار واسع، تضامنًا مع المخلافي وأسرتها، وسط دعوات حقوقية وإعلامية بضرورة محاكمة المعتدين ومحاسبة القيادات الأمنية المتورطة في التستر عليهم، وفي مقدمتهم قائد النجدة محمد مهيوب، الذي وجّهت إليه اتهامات ضمنية بالتغطية على الجناة.
الحقوقيون والناشطون وصفوا ما تتعرض له المخلافي بأنه “دليل صريح على تآكل هيبة الدولة وتفشي الفوضى داخل المؤسسات الأمنية”، معتبرين أن استهداف شخصية إعلامية نسائية بهذا الشكل يعكس حجم المخاطر التي يواجهها الإعلام الحر في مدينة تعاني أصلاً من انفلات أمني وانقسامات سياسية حادة في ظل سيطرة الاخوان
واعتبر مراقبون أن هذه الحادثة تأتي ضمن سياق أوسع من التضييق على الحريات الإعلامية في مناطق سيطرة حزب الإصلاح، حيث تتكرر الاعتداءات والانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين دون محاسبة، ما يهدد مستقبل العمل الصحفي المستقل ويكرّس مناخ القمع والترهيب.