( 27) أبريل..ذكرى إعلان الحرب على الجنوب

كتب/ فكري مقفع
وفي تاريخ الأمم العربية تُسجل لحظات معينة كبؤر تتفجر منها أزمات وصراعات ويوم 27أبريل 1994، يمثل واحدة من هذه اللحظات الأليمة في تاريخ الجنوبي وفي هذا اليوم أعلن نظام الاحتلال اليمني ممثلاً بعلي عبدالله صالح وحزب الإصلاح التكفيري حرباً شعواء على الجنوب موذناً ببداية ماساة انسانية أودت بحياة أكثر من عشرين ألف شهيد جنوبي.
إن الأحداث التي تلت ذلك اليوم تبرهن على أن القادة الذين يقودون الدول لا يمكنهم المضي قدماً دون حسابات دقيقة للعدالة والسلام فقد استغلت تلك القيادات مشاعر الداعشية والتكفير لتحريض جيش النظام ضد أبناء الجنوب مستندين إلى فتوى تبرر الدم وهكذا، تحولت المنابر من مكان للدعوة والإرشاد إلى ساحات تحريض وضغينة حيث خُدشت مبادئ الدين الحنيف وغُيبت قيم الإنسانية.
لم تكن الحرب مجرد صراع عسكري بل كانت عبارة عن عمليات إبادة جماعية عانت منها الجنوب حيث تم أستهداف المدنيين وتدمير المرافق العامة وتهجير الأسر..
في تلك الفترة اتحد الجنوبيين تحت مظلة الوطنية والقضية وتُجسدت حالتهم كمدافعين عن الأرض والعرض رافضين الاستسلام للظلم.
وبعد مرور واحد وثلاثين عاماً لايمكن لتلك الدماء التي سفكت ان تسقط بالتقادم إن الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في تلك المعارك لا زالوا يعيشون في قلوب وعقول الشعوب لاسيما في الجنوب حيث يسعون نحو التحرر والعدالة فذكرى 27أبريل يجب أن تبقى حية في الذاكرة الجماعية تذكيراً للأجيال القادمة بضرورة اسجلاء الحقائق ورفض الظلم على الجنوب.
ختاماً إن الحرب التي اندلعت في 27 أبريل 1994 ليست مجرد ذكرى بل هي دعوة للجميع لوقفة تأمل والتفكير جاد في كيفية تحقيق السلام والديمقراطية في اليمن
وعدم تكرار تجارب الماضي الأليمة. الدماء التي سفكت لن تُنسى ولذا، فان ذكرة الشهداء ستبقى وقوداً لكل بيت جنوبي يسعى إلى بناء مستقبل أفضل