اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

[ابو ليث الحميدي]: (حبريش)… حينما تُنسيك المناصب دماء أهلك

[ابو ليث الحميدي]: (حبريش)… حينما تُنسيك المناصب دماء أهلك

كتب: أبو ليث الحميدي

في خضم الحراك السياسي المتسارع الذي تشهده حضرموت، يبدو أن الشيخ عمرو بن حبريش اختار أن ينحرف عن المسار الجنوبي الجامع، منساقاً خلف الحشود العابرة، ومتوهّماً أن هذه الجماهير تُفوضه لبناء مشروع خاص به، خارج المشروع الوطني الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي.

لكن ما يثير الاستغراب، بل والأسى، أن الشيخ بن حبريش نسي – أو تناسى – من قتل والده، المقدم علي بن أحمد بن حبريش، الذي اغتيل غدراً في جولة الريان على يد المدعو محمد إسماعيل، بسبب موقفه الشجاع في وجه قوى النفوذ الفاسدة والمتسلطة. ونسي كذلك عمه قحطان، الذي سقط شهيداً وهو يحرس الرئيس علي سالم البيض في عدن عام ١٩٨٦م، كما نسي عمه الآخر، سعد بن حبريش، الذي اغتيل في سيئون لأنه سعى لتوحيد كلمة حضرموت مع الجنوب.

عجباً، ألم تكن هذه التضحيات الجليلة درساً كافياً ليُدرك أن مصير حضرموت الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا في حضن الجنوب؟ أم أن بريق المناصب ووهج السلطة أنساه دماء أهله، ودفعه إلى خطاب مناطقي يفرّق ولا يجمع، ويضعف اللحمة الجنوبية في لحظة مفصلية من تاريخها؟

الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، لم يكن يوماً خصماً لحضرموت ولا لمطالبها، بل على العكس، كان من أوائل الداعمين لمطلب “أن تحكم حضرموت نفسها بنفسها” إيماناً منه بخصوصيتها، وحرصاً على بناء دولة جنوبية عادلة تقوم على الشراكة الحقيقية والتوزيع المنصف للثروة والسلطة. بل إن الزبيدي قدّم حضرموت كأحد الخيارات الثلاثة لتكون اسم الدولة القادمة، إلى جانب “الجنوب العربي” و” الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية” تأكيداً لمكانتها ودورها المحوري.

ما نراه اليوم من تصعيد وتحريض باسم حضرموت لا يُمكن وصفه بالمطلب الحقوقي، بل هو طموحٌ شخصي مغلّف بالشعارات، يهدف لخلق كيان خارج الجنوب، يخدم أجندات مشبوهة لا علاقة لها بحضرموت ولا بتاريخها النضالي.

شعب الجنوب كله مع حضرموت، ولكن في إطار الجنوب، لا خارجه. ومع حقوقها، لا على حساب مستقبلنا المشترك ووحدة مشروعنا الوطني. أما من يبحث عن مجد شخصي على حساب دماء الشهداء والجرحى والأسرى، فلن يجد في نهاية المطاف إلا خيبة المشروع، وانكشاف النوايا أمام شعب بات أوعى من أن يُخدع بالشعارات.

زر الذهاب إلى الأعلى