اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

التهديد الحوثي: تدمير الأمن الإقليمي وتعريض الاستقرار العسكري الأمريكي للخطر

 

النقابي الجنوبي / تقرير/ خاص

بينما تتواصل الحرب في اليمن، لا يزال الحوثيون يشكلون تهديدًا حيويًا ليس فقط للأمن الإقليمي ولكن للأمن العالمي أيضًا. في الوقت الذي يستمر فيه الصراع في استنزاف الموارد العسكرية الأمريكية، أصبح الحوثيون بمثابة عنصر تخلخل حيوي في الاستراتيجية الأمريكية ضد التهديدات الكبرى في مناطق أخرى، لاسيما في المحيط الهادئ حيث تزداد المواجهة مع الصين. ما بدا في البداية كمجموعة متمردة في اليمن، تحول الآن إلى عامل مهدد للاستقرار العسكري الأمريكي والمصالح العالمية.

الحوثيون يستنزفون القدرات العسكرية الأمريكية

بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، يعاني الجيش الأمريكي من ضغط متزايد بسبب استنزاف ذخائره في الحملة العسكرية ضد الحوثيين. فعلى الرغم من التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ، حيث تهدد الصين بشكل متسارع، إلا أن حرب اليمن تستهلك كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، بما في ذلك الأسلحة الدقيقة التي ستكون ضرورية لمواجهة الهجمات المحتملة من الصين.

المسؤولون العسكريون الأمريكيون حذروا من أن الاستمرار في تلبية احتياجات الحملة العسكرية في اليمن قد يضر بقدرة البنتاغون على التفاعل مع التهديدات المستقبلية في المحيط الهادئ. هذه الموارد العسكرية التي يتم إنفاقها في الشرق الأوسط، تشمل حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة، أنظمة الدفاع الجوي مثل “باتريوت” و”ثاد”، وكلها تعتبر أساسية في مواجهة التحركات العسكرية الصينية المتزايدة.

تأثيرات مدمرة على الاستراتيجية الأمريكية في المحيط الهادئ

وفي سياق آخر، يشير التقرير إلى أن نقص الذخائر بسبب الحرب في اليمن قد يؤدي إلى إضعاف الجاهزية العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ. القوات العسكرية الأمريكية التي يتم نشرها في البحر الأحمر وفي منطقة الشرق الأوسط تستنزف بشكل مباشر الأسلحة التي كان من المفترض أن تكون مخصصة للمواجهة مع الصين في بحر جنوب الصين والمحيط الهادئ. إن سحب حاملة الطائرات “كارل فينسون” من المحيط الهادئ لتنفيذ مهام في الشرق الأوسط هو مجرد أحد الأمثلة على الكيفية التي يتم بها تقليص قدرة الولايات المتحدة على ردع الصين أو حماية حلفائها في تلك المنطقة الحيوية.

حوثيون يضعون الولايات المتحدة أمام اختبار استراتيجي مرير

من المؤكد أن الحوثيين لم يدركوا بعد حجم تأثيرهم العميق على أمن العالم. تصرفاتهم العدوانية ضد السفن في البحر الأحمر، ودعمهم المزعوم لفصائل فلسطينية ضد إسرائيل، تعكس تقلبات استراتيجية تزعزع الأمن الإقليمي وتفتح جبهات جديدة تتطلب المزيد من التخصيص العسكري. هذه الأعمال، رغم ما قد يبدو من أنها محلية أو إقليمية، تتسبب في تعقيد أكبر للصراع العالمي في وقت تتسارع فيه التحديات ضد القوى العظمى مثل الصين.

إن استنزاف الأسلحة، بالإضافة إلى ضعف العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر والشرق الأوسط، يعرض الأمن الأمريكي العالمي للخطر. التقارير الرسمية من وزارة الدفاع الأمريكية تشير إلى “مخاوف كبيرة” من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها غير مستعدة إذا اندلعت صراعات مفاجئة في المحيط الهادئ. إن هذا الخطر يضع واشنطن أمام معادلة صعبة: هل تستمر في استنزاف مواردها لمواجهة التهديد الحوثي، أم تعيد أولوياتها نحو محورية الصراع الأكبر في المحيط الهادئ؟

الاستنتاج: الحوثيون وتداعياتهم على الأمن العالمي

التهديد الحوثي يتجاوز حدود اليمن ليصبح تهديدًا عالميًا. مع كل يوم يستمر فيه هذا الصراع، تزداد التكلفة الأمنية العالمية، ويزداد الضغط على القوات العسكرية الأمريكية المنتشرة في مناطق استراتيجية. إن تصرفات الحوثيين ليست فقط مدمرة لليمن والمنطقة، بل تهدد توازن القوى العسكري العالمي، مما يجعلهم عائقًا كبيرًا في وجه الاستقرار الإقليمي والدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى