اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
تحقيقات

تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية خطوة لإنهاء عصر ارهابي واستعادة دولة الجنوب العربي

النقابي الجنوبي/خاص

لم يعد الإرهاب الدولي متقوقعا في مجتمع معين كونه ينفذ أجندات دولية تخدم دولا كبرى فأصبح عابرا للقارات والجغرافيا حتى بات مؤثرا على العلاقات الخارجية بين الدول فالإرهاب يلخص في مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

فسياسة الإرهاب العابر للقارات انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة بعد الخسائر التي منيت بها في أكثر من مكان في العالم للتدخل في شؤون الدول وممارسة الإرهاب المنظم بحق سيادة الدول التي لا تتماشى مع توقيتها الإرهابي تحت مسمى “محاربة الإرهاب”.

واتخذت السياسة الإمريكية فكرة زرع الجماعة الحوثية المتمردة في اليمن لتحقيق أهدافها والحفاظ على مصالحها في البحر الأحمر والمياه الإقليمية وتظل الحارس كوسيلة لاستنزاف ثروات المنطقة ونهب خيراتها وشوكة في خاصرة المملكة العربية السعودية والأداة التي تستخدمها لتدمير قدرات المنطقة.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية استنادا إلى هجماتهم على القوات الأمريكية بالإضافة إلى استهدافهم للبنى التحتية المدنية والسفن التجارية.

قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر يوم الأربعاء (22 كانون الثاني/يناير 2025) إعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية المعروفة رسمياً باسم أنصار الله على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”.

إلى ذلك دعا الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى استغلال الضعف الذي تمر به إيران حاليا لضرب حليفها في اليمن المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأشار الرئيس الزُبيدي في مقابلة أجرتها معه صحيفة “الجارديان” البريطانية، على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي الدولي، إلى أن التراجع الإيراني في لبنان وسوريا وغزة ترك إيران في وضع ضعيف للغاية، ولم يعد لديها سوى مجال واحد متبقٍ، وهو اليمن، وبالتالي فإن الوقت الحالي هو المناسب لمواجهة الحوثيين ودفعهم إلى مواقعهم الأصلية.

وطالب الرئيس الزُبيدي خلال المقابلة الإدارة الأمريكية الجديدة بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وتجسيد “القيادة الحاسمة” التي أظهرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف الرئيس الزُبيدي قائلا: “إيران لن تتخلى عن الحوثيين، بل على العكس، ستضاعف دعمها لهم باعتبارهم آخر مكوّن في سلسلة وكلائها. لذلك، هذا هو الوقت المناسب لنا أيضاً لزيادة الجهود والضغط عليهم إلى أقصى حد”.

وأكد الرئيس الزُبيدي استعداد الحكومة لتقديم المشورة الاستخباراتية لأي جهة تنفذ هجمات على مواقع الحوثيين، مضيفا: “نحن مستعدون للعمل مع الجميع في هذا الأمر”.

وجدد الرئيس الزُبيدي التأكيد على ضرورة وجود استراتيجية متعددة الجوانب تتضمن تعاون القوات البرية المحلية مع الضربات الجوية الغربية مشيرا إلى أن البنية الاجتماعية لدعم الحوثيين تختلف عن تلك الخاصة بحزب الله وحماس، مما يعني أن ملاحقة قيادتهم فقط لن يكون كافياً.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي أصدر بيان ترحيب بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف جماعة الحوثي “منظمة إرهابية أجنبية” وقال: “يرحب المجلس الانتقالي الجنوبي بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي قضى بتصنيف جماعة الحوثي “منظمة إرهابية أجنبية” كخطوة حاسمة تعكس التزاما أمريكيا ودوليا في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية للحد من قدراتها العسكرية ومواردها الاقتصادية ومنع أنشطتها العدائية ضد خطوط الملاحة والتجارة العالمية ووضع حد لمعاناة المدنيين.

لقد أثبتت مليشيات الحوثي الإرهابية وداعميهم في طهران، أنها لا تفهم سوى لغة الردع؛ ولهذا دعا الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كل المحافل الإقليمية والدولية إلى إيجاد استراتيجية شاملة للقضاء على الإرهاب الذي تمارسه مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن ووضع حد لمعاناة المدنيين وإنهاء الصراع في البلاد.

إن قرار الرئيس ترامب تصنيف جماعة الحوثي كـ” منظمة إرهابية أجنبية” يعد خطوة مهمة تستدعي تظافر الجهود والبدء بالتنسيق المشترك على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ونؤكد في المجلس الانتقالي الجنوبي استعدادنا للعمل معا مع شركاؤنا الإقليميين، وحلفاؤنا على المستوى الدولي، لضمان ردع التهديدات الناجمة عن الإرهاب الذي تمارسه مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وبما يمهد الطريق لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا والمنطقة، وتهيئة الظروف المناسبة لعملية سياسية شاملة وعادلة”.

وتفرض هذه الخطوة عقوبات أشد من تلك التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على المجموعة المتحالفة مع إيران ردا على هجماتها على حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر وعلى سفن حربية أمريكية في هذا الممر المائي الهام.

ويقول مؤيدون لهذه الخطوة إنها متأخرة، غير أن بعض الخبراء يقولون إنها قد تكون لها تبعات على أي ممن ينظر إليهم على أنه يساعدون الحوثيين، بما في ذلك بعض منظمات الإغاثة.

ووجه الرئيس ترامب وزير خارجيته، بعد التشاور مع مدير الاستخبارات الوطنية ووزير الخزانة باتخاذ جميع الإجراءات المناسبة فيما يتعلق بتصنيف «أنصار الله» منظمة إرهابية.

في ضوء ذلك أكد الأستاذ علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية خلال استقباله بمقر الجمعية الوطنية السيدة إيمان الشنقيطي نائب المنسق العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في بلادنا والسيد سعيد حرسي، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المشاريع “اوتشا” جاهزية العاصمة عدن لاستقبال كافة بعثات المنظمات الدولية لمباشرة عملها دون أي قيود.

وأشار الكثيري، إلى أن هناك توجيهات صريحة من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتقديم كافة التسهيلات لجميع البعثات ومكاتب المنظمات الدولية بالعاصمة عدن ومحافظات الجنوب، بما يمكنها من أداء مهامها الإنسانية والإغاثية بكل سلاسة ويسر.

في غضون ذلك قال البيت الأبيض في بيانه “أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط وسلامة أقرب شركائنا بالمنطقة واستقرار التجارة البحرية العالمية”.

ويمثل تصنيف جماعة الحوثي كـ “جماعة إرهابية عالمية”، عزلة دولية واسعة النطاق اتجاه الجماعة والمنظمات والكيانات التي تدعمها ويصب تأثيرات كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، ويمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية وقيود دبلوماسية على الحركة.

كما أن القرار يقضي بتجميد كلي لخارطة الطريق الأممية ومحادثات السلام في الحل السياسي مع جماعة الحوثي ويفتح المجال أمام استئناف تنفيذ قرارات البنك المركزي الأخيرة اتجاه البنوك الواقعة تحت نطاق سيطرة الجماعة بنقل البنوك إلى العاصمة عدن.

من جهته قال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصدار أمرا تنفيذيا بإدراج جماعة الحوثي اليمنية على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية يعد خطوة حاسمة لتحييد التهديد الحوثي لافتا إلى أن الولايات المتحدة سوف تعمل مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم مشيرا إلى أن هذه الخطوة سوف تنهي هجمات الحوثيين على الأفراد والمدنيين الأمريكيين وشركاء الولايات المتحدة والشحن البحري في البحر الأحمر.

عملية التصنيف الجديدة قد تستغرق أسابيع قبل دخولها حيز التنفيذ. وبنجاحها فإن أي شخص يتعامل مع الحوثيين أو ينتمي إليهم سيخاطر بملاحقته قضائيا من قبل الولايات المتحدة.

وبحسب إليزابيث كيندال مديرة كلية غيرتون في جامعة كامبردج البريطانية، يعتزم ترامب إظهار “سياسة عدم تسامح مطلق في ما يتعلق بالعدوان الحوثي، بغض النظر عن العواقب المحتملة على المدنيين”.

وقالت كيندال لوكالة فرانس برس “لا يدور النقاش حول ما إذا كان تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية مستحقا. يتفق معظم المحللين الغربيين على ذلك. النقاش يدور حول ما إذا كان سيضغط على الحوثيين ويساعد في نهاية المطاف في وقف هجماتهم. هذا الأمر أقل وضوحا”.

وشهدت اليمن نزاعا منذ العام 2014 سيطرت خلاله جماعة الحوثي المتمردة على صنعاء وتقدمت نحو مدن أخرى في شمال اليمن وغربها.

وتدخل التحالف العربي عسكريا بقيادة السعودية في مارس 2015، لدعم الحكومة المعترف بها دوليا ثم أقر في أبريل 2022، وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة أدى إلى تهدئة القتال والتزمت أطراف النزاع في ديسمبر 2023 بعملية السلام.

واستغلت مليشيات الحوثي هجوم الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ذريعة في مهاجمة سفن الشحن التجارية وتصعيد التوترات في البحر الأحمر وخليج عدن.

تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية عالمية أجنبية خطوة أولى نحو القضاء عليها وإعادة ترتيب المنطقة نحو استعادة دولة الجنوب العربي التي بدأ صدى صوتها يصل إلى المحافل الدولية.

القادم ينذر بنهاية عصر ارهابي أسود ساد لعقود وإعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية الجديدة التي تتوائم مع التوافق الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى