وسط هروب جماعي واتصالات خارجية غامضة.. مليشيات الهضبة الصنعموتية تسقط

النقابي الجنوبي /متابعات
كشفت مصادر قبلية وعسكرية رفيعة في حضرموت عن تفكك وانهيار سريع لما يُعرف بـ”حلف الهضبة” بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش، عقب موجة انسحابات واسعة لعناصره من مواقعهم، فور صدور الخطاب الأخير لقائد قوات الدعم الأمني الحضرمي أبو علي الحضرمي، الذي وصف تشكيلات الحلف بأنها “عناصر غير نظامية وواجهات لأحزاب مصنّفة إرهابياً”.
طلب عاجل للدعم… ورفض قاطع من المنطقة الأولى
وأكدت المصادر أن بن حبريش طلب دعماً عسكرياً عاجلاً من قيادة المنطقة العسكرية الأولى لتعويض الانهيار السريع في صفوفه، إلا أن القيادة رفضت، موضحة أنّ معظم جنودها هربوا هم الآخرون من مواقعهم خوفاً من أي مواجهة محتملة مع قوات الدعم الأمني، وأنها تجري اتصالات مع التحالف للانسحاب من وادي حضرموت بطريقة «تحفظ ماء الوجه» قبل أي صدام.
سقوط الحلف… وارتباطات بالإخوان
وتشير المعطيات إلى أن حلف الهضبة كان يعتمد بشكل كبير على دعم سياسي وتنظيمي من جماعة الإخوان المسلمين عبر صلاح باتيس، المصنّف أمريكياً ضمن المنظمات الإرهابية، فيما كان حزب الإصلاح—الذراع السياسي للإخوان في اليمن—ضمن الكيانات التي شملها التصنيف الأمريكي الأخير.
هذا الارتباط، بحسب المصادر، جعل تشكيلات الحلف هشة، ومعزولة قبلياً، وسريعة الانهيار أمام أي ضغط عسكري أو سياسي.
انقسامات حادة… واتهامات بالخيانة داخل الحلف
وخلال الساعات الأخيرة، شهدت صفوف الحلف تصاعد الخلافات بين قياداته، شملت اتهامات مباشرة بالعمل السري مع أبو علي الحضرمي، وتبادل الاتهامات بالانسحاب المتعمد.
وتؤكد المصادر أن أحد الاجتماعات الداخلية شهد اشتباكاً بالأيدي كاد يتحول إلى مواجهة مسلحة، في مشهد يعكس حالة الانهيار التنظيمي وانعدام السيطرة داخل الحلف.
اتصالات للانضمام لأبو علي
وتضيف المصادر أن عدداً من القادة الميدانيين أجروا اتصالات رسمية ومباشرة مع أبو علي الحضرمي، معبرين عن رغبتهم في الالتحاق بقوات الدعم الأمني وتسوية أوضاعهم العسكرية، الأمر الذي قوبل بترحيب من أبو علي، الذي أكد لهم أن «حضرموت والجنوب يتسعان للجميع»، داعياً إلى حماية منجزات وتضحيات الجنوب.
مشايخ حضرموت يدعون أبناءهم للانسحاب
وبعد الانهيار المتسارع للحلف، دعت قبائل ومقادمة حضرموت أبناءها المنخرطين ضمن حلف الهضبة إلى العودة لمنازلهم أو الالتحاق بقوات الدعم الأمني، معتبرين أن الحلف أصبح «هيكلاً بلا مشروع ولا قدرة على الصمود».
اتصالات خارجية غامضة… وترجيحات بتحرّكات نحو المهرة
وتكشف مصادر سياسية متطابقة عن وجود تحركات واتصالات غير مؤكدة يجري تداولها في الكواليس، تناولت خيار إخراج بن حبريش مع حراسته الشخصية نحو محافظة المهرة، ونقله للتنسيق مع الشيخ علي سالم الحريزي الذي يمتلك نفوذاً واسعاً هناك.
وبحسب هذه المصادر، تسعى بعض الأطراف الخارجية إلى إعادة ترتيب صفوف الحلف خارج حضرموت، مع وجود تقديرات غير مثبتة تشير إلى إمكانية البحث عن دعم عسكري عبر جماعات متحالفة مع الحوثيين لإعادة توجيه الحلف نحو حضرموت لاحقاً.