إلى رئيس مجلس الادارة

جلال باشافعي
في كل عام، تطل علينا بخطاباتك عن الأرباح الضخمة التي يحققها البنك، تتحدث عن مليارات الريالات وكأنها إنجازٌ شخصي يُحسب لك، بينما في الواقع البنك يتراجع، الزبائن يفرون، والموظفون يُسحقون تحت وطأة الفقر والظلم.
نتساءل: أين هذه الأرباح التي تتفاخر بها؟ هل هي مجرد أرقام تُسجل على الورق؟ وإن كانت حقيقية، فأين نصيب من صنعوها بجهدهم وعرقهم؟
بينما يتلاشى الأمل في مستقبل أفضل داخل البنك، نجد أنكم حولتموه إلى مزرعة خاصة، تتقاسمون خيراته، وتنهبون مقدراته، وتُغرقونه في مستنقع الفساد والصراعات العقيمة. تتناحرون مع الإدارة العامة على النفوذ والمناصب، لكنكم تتفقون جميعًا على سحق حقوق الموظفين ونهب أموال البنك.
فسادكم لم يعد خافيًا على أحد:
تُصلح طقم أسنانك بعشرة آلاف دولار، بينما الموظف لا يجد تأمينًا صحيًا يغطي حتى أبسط احتياجاته الطبية.
أولادك يدرسون في أرقى الجامعات التركية، بينما أبناء الموظفين يتعثرون في مدارس حكومية متهالكة بسبب ضعف الرواتب.
ترفهون أنفسكم برحلات إلى أوروبا لتغيير الجو، بينما الموظف لا يستطيع تحمل حتى تكلفة المواصلات إلى مقر عمله.
إيجارات منازلكم تُدفع من أموال البنك، بينما الموظف يبحث عن غرفة رخيصة تؤويه.
سيارات البنك ومخصصات الوقود لكم، بينما الموظف يضطر للاقتراض لشراء دراجة نارية توصله إلى عمله.
والنتيجة؟
زبائن البنك يهربون بسبب سوء المعاملة وانهيار مستوى الخدمات.
الموظفون يعيشون في قهر وظلم، تُمنح الامتيازات بالمحسوبية، والدورات التدريبية تُوزع على المقربين فقط.
الفساد ينخر جسد البنك، وأنتم تتصرفون وكأنه ملكٌ خاص لكم، ونسيتُم أنه بنك حكومي، وأنكم مجرد موظفين فيه!
إلى متى ستستمرون في هذا العبث؟ إلى متى ستسرقون حقوق الموظفين دون محاسبة؟
كفى فسادًا واستغلالًا!
البنك ينهار، ثقة العملاء تتلاشى، والموظفون لن يصمتوا للأبد. إما الإصلاح وإعادة الحقوق لأصحابها، أو انتظار اللحظة التي ستنهار فيها إمبراطوريتكم الوهمية على رؤوسكم!
جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي