شهر أو شهرين .. حالة إذلال

بقلم/ اللواء. علي حسن زكي
ان شعب الجنوب لم يعان قط في تاريخ حياته حالة إذلال كتلك التي يحاولوا ان يفرضونها عليه اليوم في سياق معاناته الحياتية المعيشية والخدمية ، اسبوع متواصل حتى الآن بدون كهرباء ومعها الماء لأسباب مفتعلة ربما تقف خلفها مماحكات سياسية في إطار حالة الإذلال اياها مع إستمرار الإرتفاعات السعرية لكل متطلبات العيش والحياة وبصورة غير مسبوقه ، لقد تضاعفت حالة الناس وزادت سوء على سوء وموظفوا الخدمة المدنية والعسكرية والأمنية بدون مرتبات لشهري نوفمبر/ديسمبر ٢٠٢٤م فخزينة البنك المركزي فارغه وموازنة الدولة تعاني من عجز كما يقولون ! .
جاءت المنحة السعودية وضخ البنك المركزي المرتبات وتراكم الموظفون أمام محلات الصرافه وهم يتسائلون مع بعضهم بعضاً جابوا لكم شهر أو شهرين ؟ وفي حالة إذلال لم يسبق لها مثيلاً بما هو الراتب لا يكفي مصاريف الأسرة لأسبوع خمسون ألف ريال يساوي عشرين دولاراً ! .
لقد صار شعب الجنوب يتسول إنقاذه من جور معاناته المعيشية والخدمية وموظفوه يتسولون فتات راتب وفي ظل تغييب وصمت مطبق لخيراته وعائداته وموارده –الكفيلة بذلك– وكأن لم تكن ! مترافقاً ذلك ربما مع تعويل المجلس الرئاسي والحكومة على المنح الخارجية وهل في ذلك الحل المستدام ؟ حتى متى سيظل مصير معيشة شعب الجنوب وخدماته العامة ورواتب موظفيه –رهينة منح– ؟ اين هي خيرات وعائدات وموارد ثروات الجنوب من النفط والغاز والمعادن وغيرها من الثروات الآخرى بما فيه رماله السوداء المحتويه على الذهب ؟ اين هي موارد الميناء والمطار ومصافي الزيت من العملات الصعبة والمحلية ؟ اين هي موارد الضرائب العامة/المحلية ؟ اين هي مساعدات ودعم وهبات ومنح الصناديق والمنظمات الدولية من العملات الصعبة ؟ إلى اين تذهب ؟ ولماذا كل ذلك على اهميته في حياة الناس وإستقرار معيشتهم وخدماتهم والإيفاء بدفع مرتبات الموظفين في اوقاتها ودون الحاجه لإنتظار زخة اكسجين منحة خارجية مسكوتاً عليه ؟!
إن مسئولية الكشف عن تلك كل الموارد والعائدات ومصارحة الشعب تقع بدءََ على قيادة المجلس الإنتقالي وعلى الجنوبيين الموجودين في عضوية المجلس الرئاسي –الحكومة–البرلمان–هيئة التشاور والمصالحة وفي مقدمتهم ممثلوا المجلس الإنتقالي وكذلك على شعب الجنوب وكل فعالياته السياسية والنقابية والعمالية والثقافية والصحافية والتربوية والعسكرية والأمنية والوجهات والشخصيات الإجتماعية الوازنة وكل منظمات المجتمع المدني الجنوبية في رفع الصوت عالياً وفي إطار حق ممارسة النضال السلمي بأشكاله وأساليبه الحضارية والمدنية بإعتبار قضية ثروات وعائدات وموارد شعب الجنوب ترتبط إرتباطاً وثيقاً بحياته المعيشية قضية حق ووجود وخلاص من حالة إذلال وتسول وممارسة حقه في الحياة الحرة والعيش الكريم في رحاب دولته الجنوبية كاملة الحرية والسيادة والإستقلال ســــيداً على أرضه ومالكاً لثرواته وقراره الوطني.