بينما العالم يحتفل باليوم العالمي للتلفزيون.. قناة عدن عشر سنوات رهينة الاغتراب في الرياض

النقابي الجنوبي/خاص
شكل التلفاز ثورة العصر في مجال الاتصال الجماهيري مكن من تقويض حدود الزمان والمكان وأصبح رمزا من رموز الاتصال والعولمة في العالم المعاصر وكان أول من اخترع التلفاز هو المخترع فيلو فارنزوورث Philo Taylor Farnsworth) عام 1927.
ويعد التلفزيون من أهم الوسائل الإعلامية التي تسهم في تثقيف الأفراد وتزويدهم بالمعارف من خلال التعرف على مختلف الثقافات في مختلف البلدان وعبر الأزمان ويهتم بنقل القيم والعادات وغرز الأفكار.
كما يساهم التلفزيون في نشر الوعي وتكوين الرأي العام وتوجيهه كونه لم يعد وسيلة للتسلية والترفيه بل أصبح وسيلة للعلم والتعليم يفوق مثيلاته من الأدوات.
ونظرا للأهمية التي يحتلها التلفزيون أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام (1996) أن يكون الواحد والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني (21 – 11) اليوم الرسمي والعالمي للتلفاز باعتباره أحد أكبر مصادر مشاركة مقاطع الفيديو في العالم بينما يقضي تلفزيون عدن الرسمي عشر سنوات خارج البلد في مرحلة ترحيل قسري وحرمان موظفيه من مزاولة عملهم واعتبارهم عمالة فائضة حرمت من كل الامتيازات التي كانت تتمتع بها.
تحتفل دول العالم باليوم العالمي للتلفزيون وكوادر وموظفو تلفزيون عدن منهم من قضى نحبه حيث بلغ عدد المتوفيين 65 كادرا اعلاميا دون أن يحضو برعاية أو تكريم في حياتهم أو حتى يلقو حقهم من مخصصات الوفاة بعد مماتهم.
بينما موظفي واعلاميي قناة عدن بعدن يواجهون تحديات الحياة من شظف العيش محرومون من مخصص التطبيب يصارعون الأمراض مقعدون في بيوتهم إجباريا لايمتلكون قيمة الدواء بانتظار فرج الخالق.
على الجهة الأخرى نجد اهتمام الأمم المتحدة بإقرار يوم عالمي للتلفاز اعترافا بالتأثير المتزايد للتلفزيون على صنع القرار من خلال لفت انتباه العالم إلى النزاعات والتهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن ودوره المحتمل في زيادة التركيز على القضايا الرئيسية الأخرى بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم فهو ليس احتفالا بالآلة التي تسمى تلفاز بل هو احتفال للفلسفة والقيمة التي يمثلها التلفاز في عصرنا الحالي كما تم الاعتراف أيضاً بأن التلفاز أداة رئيسية في إعلام الرأي العام وتوجيهه والتأثير فيه وكوسيلة أساسية في إيصال المعلومة إلى الرأي العام ولا يمكن انكار أثره في السياسة العالمية وحضوره فيها وتأثيره في مجرياتها.
فيقوم التلفاز بنشر الوعي بين الأجيال المختلفة عن طريق عرض قضايا جادة تهم الإنسان والمجتمع إما عن طريق الأخبار أو البرامج الترفيهية والدرامية المتنوعة كما يختلف تأثير التلفزيون من مجتمع إلى آخر بحسب ظروف كل مجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية كما أن نوعية البرامج التي تقدم والهدف منها تلعب دورا أساسيا في التأثير على أفراد المجتمع فأحيانا تمثل الإثارة والترفيه المكانة الأولى من التأثير وفي أحيانا أخرى يكون التأثير البارز للنواحي القومية والاجتماعية والتاريخية.
ان دخول التلفزيون إلى المنازل قد استحوذ على قدر كبير من اهتمام أفراد الأسرة وأصبح يسيطر على جزء كبير من الأنشطة العائلية ومن تواجد أفراد الأسرة معا.
تلفاز الأمم المتحدة الشبكي هو منصة بث الفيديو الرسمية للمنظمة وتُنتج فيديوهات للأخبار والمنصات الاجتماعية وكذلك لشركاء البث باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة (الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والصينية والعربية والروسية)، وكذلك الهندية والسواحيلية والبرتغالية.
وتمثل حقبة الخمسينيات بمثابة العصر الذهبي للتلفزيون وسط منافسة حامية ما بين شركات التلفزة الأمريكية الثلاث الكبرى NBC وCBS وABC. وكانت بريطانيا هي أول من دشّن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936، من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي تقدم التصوير والبث الحي من خارج الاستوديوهات المغلقة.
وجاءت الطفرة الحقيقية في الـ «بي بي سي» عام 1952 عندما نظر إلى (التلفزيون) بجدية بعد استقطابه اهتمام الطبقات الاجتماعية المثقفة.
وفي عام 1935 عرف الألمان للمرة الأولى خدمة الإرسال التلفزيوني، واستطاعت فرنسا أن تدشن أول إرسال تلفزيوني منتظم من برج إيفل عام 1939. ومنحت حكومة فيشي التابعة للألمان حق امتلاك وتطوير وسائل الإعلام المرئي للقطاع الفرنسي الخاص، وهو ما أبطلته الدولة الفرنسية بعد انتهاء الحرب. وانطلق البث التلفزيوني المنتظم للمرة الأولى في موسكو في عام 1939، حيث وظف السوفيات ريادتهم في مجال الفضاء في الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، لتصبح محطة موسكو من بين أوائل المحطات التلفزيونية في العالم التي بثت برامجها فضائياً إلى العالم.
وفي اليابان، يعود تاريخ البث التلفزيوني التجريبي إلى العام 1939، وحتى بداية الستينات كان مصدر الجزء الأعظم من المواد المعروضة على الشاشة الصغيرة هو الولايات المتحدة، لكن سرعان ما بدأ اليابانيون إنتاج برامج ومسلسلات محلية. ليتراجع نصيب البرامج الأمريكية إلى 5 في المائة من المعروض على الشاشة.
ولم يدخل (التلفزيون) إلى الصين إلا في عام 1958 وبمساعدة تقنية من الإتحاد السوفياتي. وتسببت «الثورة الثقافية» ما بين 1966 و1967 التي حصدت خيرة المبدعين الصينيين في مجالات الفنون المختلفة في تقليص عدد محطات التلفزة الصينية إلى واحدة انحصرت برامجها في الشعارات.
وفي الهند سمح لمؤسسة الراديو الحكومية في أيلول (سبتمبر) 1959 بأن تقوم بالبث التلفزيوني من نيودلهي لمدة ساعة واحدة مرتين في الأسبوع، إلا أن المرناة (التلفزيون) الهندي طعم في العام 1961 برامجه بالأفلام والأغاني المحلية مما زاد عدد المشاهدين، لتتوسع الهند في هذا الصدد بعد دخولها عصر الأقمار الاصطناعية.
وعلى المستوى العربي يعتبر تلفزيون العراق أول تلفزيون عربي بدأ إرساله التلفزيوني الأول عام 1954 كأول محطات التلفزيون الناطقة باللغة العربية في العالم على الإطلاق.
بعدها جاء التلفزيون الجزائري في نهاية شهر ديسمبر عام 1956 إبان الفترة الاستعمارية حيث أقيمت مصلحة بث محدودة الإرسال، كانت تعمل ضمن المقاييس الفرنسية ويعد استحداثها اهتماماً بالجالية الفرنسية المتواجدة بالجزائر آنذاك.
وفي لبنان وضع حجر الأساس لمبنى التلفزيون الرسمي في العام 1957، لكن إنجاز المشروع تأخر ليبدأ البث في أيار (مايو) 1959.
وفي العام نفسه وقّعت مصر اتفاقية مع «صوت أمريكا» لتزويدها شبكة إرسال تلفزيونية وتدريب كوادرها الإعلامية، وفي تموز (يوليو) 1960 امتلكت مصر قناة تلفزيونية، واللافت أن القناة هي الرابعة على مستوى العالم العربي بعد قنوات «أرامكو» وبغداد وبيروت.
وجاء تأسيس تلفزيون جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 11 سبتمبر 1964 عقب خروج الاستعمار البريطاني كأول تلفزيون في الجزيرة العربية.
وفي اليوم العالمي للتلفزيون يوجه منتسبوا تلفزيون قناة عدن نداء إلى القيادة السياسية وإلى كل جهة رسمية وشخصية اجتماعية قيادية تتحكم بمركز صنع القرار أو تمتلك القدرة بإعادة تلفزيون قناة عدن الرسمي إلى مبناه بمدينة التواهي بعدن أن يعجل باتخاذ القرار بعودته وألا يتركه رهينة بأيدي من يعبث به ويستثمر باسمه ويتربح على حساب كوادر وكفاءات موظفي قناة عدن.