النقابي الجنوبي تسرد قصص ووقائع مؤلمة من جرائم الرعب والموت في طريق العبر حضرموت

النقابي الجنوبي/خاص/ناصر المشجري
• من هي عصابات التقطع والحرابة التي تفتك وتنكل بالمغتربين القادمين إلى بلادهم من المملكة العربية السعودية؟
• قتل ونشل وترهيب بكل وحشية
تتزايد جرائم التقطع والحرابة فيما يعرف اليوم طريق الموت في العبر محافظة حضرموت التي يتعرض لها اخواننا المغتربين القادمين إلى بلادهم من المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي وبرغم كثرة الجرائم ووقوعها في فترات زمنية متنوعة ومتقاربة إلا ان قطاع الطرق وعصابات الحرابة تسرح وتمرح في الأراضي الصحراوية والخاوية من كل شيء مابين مأرب وحضرموت ماعدا معسكرات الجيش اليمني وهنا تكون دائرة الشك بوجود تواطئ مع هذه التشكيلات العصابية الغير معروفة والتي تتخذ من اراضي المحافظات اليمنية الشمالية وكرا للأختباء والحماية وتنطلق لممارسة جرائمها في اريحية تامة ضد سالكي هذا الطريق ولاتفرق بين كبيرا أو صغير متخطية كل القيم والأعراف الدينية والإنسانية والقبلية
•نهبونا ولم يرحمونا
بعد أن تجاوز الشاب اليمني أحمد الجابري مسافة ما يقرب من 40 كيلومتراً في الأراضي واثناء دخوله في حدود بلادنا من جهة محافظة حضرموت قادماً من المملكة العربية السعودية، كان خمسة ملثمين بانتظاره على جانبي الطريق، باشروه بإطلاق النار على السيارة التي يستقلها برفقة اثنين من افراد اسرته، وبعد ان اجبروهم على الترجل من سيارتهم قاموا بنشلهم واخذ كل ما بحوزتهم بالإكراه وبقوة السلاح، خلال مرورهم بما بات يُعرف بـ”طريق الموت”. العبر حضرموت حيث المعاناة التي تبدأ بالمسافة البعيدة للطريق الترابي والمخيف، ولا تنتهي عند عصابات قطاع الطرق والنهب الذي يحدث تحت مرأى ومسمع كل معسكرات المنطقة العسكرية الأولى المسيطرة على وادي وصحراء حضرموت والمنطقة العسكرية الثالثة التي تنتشر في كافة اراضي محافظة مأرب ومحافظة الجوف القريبتان من طريق الموت بالنسبة للمغتربين”
ويضيف الشاب الجابري في إفاداته لتلفزيون لـ(DW)
كان توقيت الحادثة هو السادسة والنصف صباحاً في الـ16 من يونيو/حزيران2019 بينما كان عائداً إلى الوطن بعد أداء العمرة في مكة المكرمة، ومعه أحد أبناء عمومته وزوجته، قبل أن يصوب الملثمون الأسلحة مباشرة إلى رؤوسهم، ليتم نهب كل ممتلكاتهم من أموال بالعملتين اليمنية والسعودية بالإضافة إلى نهب هواتفهم النقالة ووثائقهم الشخصية، وبعدها تم اخلاء سبيلهم من قبل العصابة التي لم تحرمهم دون أن يتركوا فلساً واحداً في جيوبهم لمواصلة طريقهم أو يجدون حق المأكل والمشرب”
•واقعة شنيعة
وافاد الجابري : لا أستطيع وصف شناعة الحادثة خصوصاً بوجود عائلتي نساء واطفال صغار بالسن، كان إحساس لا يمكن وصفه ولحظات عصيبة للغاية، كنا نعتقد إنهم سيتخلصون منا بالقتل خصوصاً انهم باشروا بإطلاق النار على الأرض وتوجيه الأسلحة للرأس والصدر بكل وحشية.
بعد مرور ما يزيد عن أسبوع، لا يزال الجابري يتابع قضيته وابن عمه الذي كان يقيم في السعودية منذ سبع سنوات، ويكشف عن أن الجهات الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً في محافظة مأرب، أبلغتهم عن ضبط عصابة مشتبه بتورطها، لكنه تأكد أنها لم تكن المسؤولة عن الهجوم عليه وعلى عائلته.
• ياهارب من الموت ياملاقيه
في إحدى المرات كما تقول الأخبار والروايات من المنطقة الموحشة.
توفي سبعة أشخاص، جراء حادث مروري مروع في طريق “العبر الوديعة” بمحافظة حضرموت شرقي البلاد. ووقع الحادث في طريق العبر ما أدى لوفاة سبعة أشخاص على الفور حيث تم نقل الجثث إلى ثلاجة أحد مشافي حضرموت، دون معرفة أقارب المتوفين اسماء من توفوا حينها، وتقول المصادر إن الخوف من المتقطعين ورداءة الطريق هي الأسباب التي تتسبب بالعديد من الحوادث المروعة في طريق الموت هذا الممتد من الوديعة حتى منطقة الخشعة واطراف من محافظة شبوة.
• نشل وضرب باعقاب البنادق
وفي واقعة جديدة حسب تقارير سابقة وثقت بالصور الجريمة البشعة والدنيئة تعرض أحد المغتربين ورفاقه قبل فترة زمنية لعملية تقطع على خط العبر بالقرب من منفذ الوديعة.
وهاجم المتقطعون وهم في حالة حرابة مع سبق الأصرار والترصد المغتربين وقاموا بنهب كل ما لديهم من مبالغ مالية واطلقوا الرصاص الحي على السيارة الخاصة بهم وهشموها وقاموا بضربهم والإعتداء عليهم بأفواه البنادق امام عائلاتهم المفجوعة.
واستنكرت مصادر محلية هذه الجريمة مشيرين إلى ان المتقطعين مروا من جميع النقاط بعد العبر باتجاه وكرهم دون أن تمسهم النقاط بسوء أو تلاحقهم رغم البلاغات واستغاثات المسافرين في اتهام مباشر بتواطؤ النقاط العسكرية والأمنية مع المتقطعين أو قد يكون بعض من عساكرها ضالعون في هذه الجرائم المتواصلة والمشينة.
• مقاومة الخاطفين في الظلام
في وقت آخر كذلك تعرض مسافرين من أبناء محافظة حضرموت لعملية تقطع من قبل أفراد عصابة مسلحة على يد مسلحين يبدو من هيئتهم بأنهم من المحافظات اليمنية المحاذية في صحراء العبر، حدث هذا أثناء عودتهم من المملكة العربية السعودية.
وقال سائق السيارة الذي يقل المسافرين أن أثناء عودتهم من السعودية إلى حضرموت أوقفه قطاع طرق ونهبوا كافة متعلقات الركاب.
ووفقًا لشهادة السائق، ان الحادثة بدأت في الساعة الثامنة صباحا “حينما كان يسير في طريق الصحراء، لاحظ سيارة شاص مسرعة تأتي نحوه من جانب الطريق الخط الرملي وشعر بأن هناك حركة غير طبيعي، وتبين بالفعل أنها عصابة مكونة من سبعة اشخاص مسلحين قاموا باعتراضهم، وقال أنه حاول الهروب وزيادة سرعة حركته لكن طبيعة الطريق الوعرة والحفر المتواجدة في الطريق سببًا في إعاقته فيما تمكنت العصابة المسلحة من اللحاق بهم، وأجبرتهم على التوقف تحت تهديد السلاح في ظلمة الليل ولاجود لأي جهة امنية تحمي المسافرين.
• ابلغنا الجهات الأمنية لكنها لم تحرك ساكنا
واضاف أنه بعد التوقف، نزل المسلحون ووجهوا أسلحتهم الرشاشة نحوهم، واقتادوا الموجودين إلى وجهة غير معلومة حين قسموهم بحيث ركب بعضهم في السيارة التي تقل المسافرين، وتبقى الآخرون في الشاص التابع للعصابة.
واردف السائق ان العصابة استمرت في السير بهم بوسط الصحراء لمدة نصف ساعة حتى وصلوا إلى منطقة نائية قبل أن يتوقفوا ويبدأون بتهديد السائق والركاب بالسلاح، ونهب أموالهم والتي تقدر بحوالي 12الف سعودي وعدد من الهواتف المحمولة.
وحاولت العصابة المسلحة سرقة السيارة التي كانت تقل الركاب وأجبرتهم على النزول منها في حين رفض السائق تسليم مفتاح السيارة للعصابة وقاومهم بشدة، في هذا الوقت، قام المسلحون بضربه بأعقاب البنادق على رأسه وفي مناطق مختلفة من جسمه الامر الذي تسبب له بكدمات وجروح وعندما شاهد المعتدين إصراره على المقاومة، حاولوا باستخدام اساليب الترهيب وتهديده حينما قامت العصابة باطلاق النار عليه دون أي رحمة إلا أنه اصر على مقاومتهم ورفض تسليم مفاتيح السيارة ومع تأخر الوقت وعدم استسلام السائق ورفضه في تسليمهم مفتاح السيارة، مما دفع العصابة للاكتفاء بسرقة المال والهواتف قبل أن يتركوا المكان.
وقالوا المسافرين الذين تعرضوا للابتزاز والنهب من قبل الخاطفين من افراد العصابة إننا نشعر بأن هناك فعلا تواطؤ من قبل المؤسسة العسكرية المتمركزة في المنطقة كوننا قمنا حينها بإبلاغ اقرب نقطة عسكرية قريبة من الحادث لكننا تفاجئنا عدم التعاطي حد قولهم مع البلاغ الذي تقبلوه ببرود وعدم استجابة ولم تبدي أي تحرك للبحث عن العصابة واسترداد ماتم نهبه من المسافرين.
وكل هذه الوقائع تجري وتحدث دون ان تعلن الجهات الأمنية هناك أي نتيجة توصلت اليها أو الكشف والقبض على مرتكبيها أو حتى تخصص دوريات لأمن الطرق مثلما كل الدول.
• اعطبو سيارتهم واستولوا على 120 الف ريال سعودي
تعرض مغتربون آخرون خلال السنوات القريبة الماضية لحادثة هي الخامسة في غضون شهر لعملية نهب مسلح في طريق العبر – مأرب – شبوة – أثناء عودتهم من المملكة العربية السعودية.
وقال مصدر محلي في محافظة لحج أن ثلاثة مغتربين من أبناء مديرية ”حالمين ” تعرضوا لعملية نهب من قبل عصابة مسلحة بعد منطقة العبر أثناء عودتهم من المملكة العربية السعودية.
وذكر المصدر ” أن العصابة باشرت المسافرين بإطلاق نار كثيف أدى إلى تلف سياراتهم وتعطلها ثم نفذوا عملية سلب ممتلكاتهم التي تقدر بمبلغ 120 الف ريال سعودي وجميع محتوياتهم من حوالات نقدية ومجوهرات ثمينة في حادثة وحشية انتهكت فيها حقوق الإنسان وماتت فيها ضمائرهم يعقبه صمت حكومي لامثيل له مما حدث لهولاء المغتربين العزل في هذه الطريق المخيفة التي تشهد عمليات سطو وتقطع لأبناء الجنوب.
وكشف المصدر عن هوية المسافرين الذين تعرضوا لعملية التقطع في طريق العبر بحضرموت وجميعهم من مديرية حالمين بلحج.
• تنكيل وإرهاب
وفي واقعة اخرى تعرض المغترب الجنوبي ”فيصل الشعيبي” لعملية نهب مسلح من قبل عصابة طاردته في طريق العبر ونهبته سيارته وكافة ممتلكاته وتركته على قارعة الطريق يواجه مصير مجهول بكل تجرد من القيم الإنسانية والقبلية.
• بعد ان قتلهم المجرمين عاد إلى قريته بدون اطفاله
في قصة وجريمة ضمن مئات الجرائم التي تقشعر منها الأبدان ويندى لها الجبين نقل شهود عيان بأن خمسة أطفال من عائلة واحدة لقوا حتفهم على طريق العبر حضرموت الذي يربط بلادنا بالجارة السعودية جراء عملية تقطع من قبل عصابة مسلحة مجهولة في وقت سابق.
ونقلت مصادر مهتمة عن شهود عيان قولهم بأن عائلة مكونة من خمسة أطفال والأب والأم تعرضوا لعملية تقطع أثناء سفرهم نحو مدينة عدن في خط العبر من قبل عصابة مسلحة حاولت نهب ما بحوزتهم.
وأضاف الشهود بأن أفراد العصابة طلبوا من رب الأسرة التوقف لكنه رفض، فأطلقوا عليه وابلا من الرصاص نتج عنه وفاة أولاده الخمسة، بينما تم نقل الأم والأب إلى العناية المركزة في مستشفى محلي.
وتنشط جرائم التقطع في خط العبر بشكل واسع والحكومة اليمنية تقف موقف المتفرج وكان الأمر لا يعنيها بالتصدي لتلك العصابات، وحماية الطريق من العصابات المنتشرة هناك وفق تعليقات نشطاء حقوقيون واعلاميون في المحافظات الجنوبية.
•الأمل بدرع الوطن
ويقول المغتربون من ابناء الجنوب إنهم فقدوا ثقتهم تماما في ان تقوم القوات الشمالية اليمنية بحمايتهم أو تحرك ساكن اتجاه المجرمين في هذه المناطق ولكن يبقى الأمل في قوات درع الوطن التي تتكون من جنود حضارم وآخرين من اخواننا من بقية محافظات الجنوب لكن المهمة شاقة وصعبة والعدو يعمل على اعاقتها حتى لا تحقق أي انجازات امنية تذكر لخدمة المواطنين في مناطق انتشارها لضرب سمعتها العسكرية كونها قوات محلية جنوبية.