صالح الضالعي..كش ملك : قصة الجندي (جابر ) واستنفار (علي عفاش)

كتب/ صالح الضالعي
سبيلا لها.. تتخذ الانظمة الديكتاتورية الظالمة والفاقدة للعدل والانصاف بين الناس تتخذ المخابرات غاية لها لبقاءها فترة طويلة على كرسيها المغتصب، بهكذا وسائل متعددة ومختلفة،والممكنة لديمومتها ، اذ اننا هنا سنقصص قصة من واقع حدث ،قصة ليست من نسج خيالنا البتة ،ولكنها واقعة حقيقية جرت احداثها في الفرقة الاولى مدرع التي كانت تخضع لجنرال الارهاب والتطرف اليمني (علي محسن الأحمر )..
تجري أحداث القصة بين جنود تابعين لها داهمهم الظلام الدامس في دشمتهم المعجونة من طين واحجار.. حدثنا جنديا يعد واحدا من ضمن جند لايتجاوز عددهم اصابع اليد ، يقول : كالعادة وبعد تناونا وجبة الغداء ذهبنا الى سوق القات فاشترى كل منا وريقاته الخضراء بحسب امكاناته المتاحة ،اذ كان الجندي( جابر الابي ) والذي يحمل رتبة رقيب احدانا، وحينما قضينا حاجتنا في شراءنا للقات عدنا الى ادراج دشمتنا حتى غابت الشمس من مغربها،واذا بمأذن صنعاء تصدح والمواطن ملبيا للنداء.. بدورنا قمنا من اماكننا ونوجهنا صوب المسجد العامر بالمعسكر، وبعد ذلك عدنا الى مخدعنا( الدشمة)، فمكثنا فيها نصف ساعة ومن ثم توجه أحدنا الى مطبخ المعسكر والمكلف باستلام وجبة المغرب ، وفور وصوله تخاطفنا عليها كما تتخاطف الوحوش فريستها.
وماذا بعد ؟
يقصص الجندي روايته قائلا : قال الرقيب (جابر الابي ) ياجماعة اسمعوا في معي صديق يبيع خمرا بلديا في شارع الستين الغربي صنعاء، هل ترغبون ان نشتري منه البضاعة ان قلتم نعم فعلينا ان نفترق سعرها ، وتابع الراوي: جميعنا وبصوت واحد نعم نعم نريد يا(جابر ) ،توقف الكلام لبرهة وتمتم جابر بكلمات مبهمة ثم قال: السعر كذا وعلى كل منا كذا ، للتو نال جابر موافقتنا دون تردد، ومن جانبه ركب جابر دراجته النارية، وبعد ساعة عاد الينا سالما غانما وفي جعبته الدبة المخمورة.
“يليه”
ويستطرد الجندي اليمني للرواية التي حدثت معه وزملاءه في الدشمة : بعد تعاطينا الشراب المسكر وبعد ساعات بداء تاثيره على عقولنا ، لكننا كنا متماسكون حد ثمالتنا، فجأة صرخ الرقيب( جابر الابي) ومن دون وعي قائلا لنا اياكم مناداتنا ب(جابر) حاف ،فقلنا له وماذا نناديك ياترى ؟.. نهض جابر من مكانته واصدر اوامره لنا بالنهوض والاستقامة لتنفيذ اي امر يصدر منه .. كان جابر محبا للفشخرة ولديه جنون العظمة خاصة اثناء تعاطيه المسكرات ، واضاف : لكننا تعودنا عليه كونه خفيف الظل وصاحب نكتة وابتسامة بشوشة .
“وعليه”
اصدر الجندي جابر اوامره بمناداته بالفندم كونه رئيسا للجمهورية ، وعلى هكذا حال حتى داهمنا النوم الذي اجبرنا مرجومين هنا وهناك دون ان نستخدم غطاء لاجسادنا تقينا قسوة البرد القارس،