اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

حرب كلامية وصواريخ فراغية بين الحوثي واسرائيل

النقابي الجنوبي/ خاص

شنّت اسرائيل أربع موجات هجومية ضد الحوثيين، حتى اللحظة،وكلها مكررة، وتأخذ شكلاً مهرجانياً يرافقه تصريحات متعجرفة، ولكن قبل تفسير دوافع وغايات اسرائيل نحاول فهم منظور الحوثي لهذه الضربات. من منظور محللين يمنيين قريبين من المشهد الإغوائي .

1: لا بد وأن الحوثي سعيد بأن الاسرائيلي بدأ انتقامه من حيث تأمل وفكر الجماعة القائمة على الخداع والكهانة السياسية، اذ أن استهداف مقدرات عامة تفيد الحوثي في التعبئة الداخلية والخارجية ، وتعزيز المشروعية، ويجنبه العزل الشعبي الذي يفترض وقوعه فيه والأمر غير في حال أن إسرائيل بدأت انتقامها بكسر رؤوس قيادات الحوثي وقدرات الجماعة الخاصة والنوعية وليس الأهداف الحالية.

2: هذا المستوى من الغارات الاسرائيلية لا تؤثر في قدرة الحوثي على إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو تل أبيب، وبالتالي هذا يوفر عنصر استمرارية وندية للحوثي، تتيح له تسجيل نقاط تؤكد الهالة التي يسعى إليها.

3: يمنح الحوثي فرصة لترسيخ واختبار بروتوكولاته الجديدة في آليات “الدفاع السلبي” والأمن والحركة للقيادات والمقرات، ويتعلم ويدرس أسلوب الاسرائيلي فنياً، ويكتسب يقظة وفهم يمكنه من الاستفادة من درس حزب الله وسوريا عمليا.

4: الحوثي في هذه المنازلة المعقدة مع اسرائيل وما يبدو استعصاء محتملاً مقارنة بحزب الله مثلاً فإن ذلك يعد إثباتاً اضافياً لأهميته وجدواه بالنسبة لإيران، وتأكيد لصوابية خيارها وصحة قراءتها وقرارها الجريء سابقاً في نقل تكنولوجيا متقدمة إليه واعتماده كساحة صلبة توفر لطهران عمق ووازن تستفيد منه في الشدة عندما تخوض صراعاتها الاقليمية والدولية، وهذا المستوى من النظر للحوثي سبق وكتبت عنه خلال الشهور الماضية، والتحوّل الذي أقره سليماني عام ٢٠١٩ في تموضع ومكانة الحوثي ضمن المحور مستقبلاً، وبالتالي فإن بقاء الحوثي فاعلاً في هذه اللحظة الصعبة التي تمر بها ايران ومحورها يمثل مدداً استثنائياً ومبهجاً سيدفع طهران إلى مزيد من الرهان على الحوثي وهو ما سيدفع الحوثي في المقابل الى ارخاء وسحب يده من مسارات اقليمية مرتبطة بالتسوية ووقف الحرب.

وفي المحصلة النهائية تبدو الحرب بين الحوثي واسرائيل في شكلها الحالي صورية وحرب كلامية وصواريخ فراغية لأهداف بلا جدوى لابتزاز دولا معينة في المنطقة

زر الذهاب إلى الأعلى