المنهج التعليمي التلقيني بين عقول حاوية اكثر منها صانعة

بقلم/ جاسر الماضي
اذا اردت تجاوز المائة عام من عمرك فازل من عقلك فكرة ان الناس يموتون بين الستين والثمانين ، بعد اهتمامك بصحتك فالعقل عندما يؤمن بفكرة ينفذها على الفور .. فنصف ضحايا مرض السرطان ليس المرض نفسه انما اليقين ان هذا المرض يعني الموت .
عقل الانسان عضو عظيم جدا ، لا يعرف الاطباء عنه غير تقاسيمه الفسيولوجية بينما عظمته الفكرية وتأثيره على النفس والاخرين فهو جزء فلفسي عميق جدا .. يناقش الناس اسباب بعض الامراض النفسية ، ويناقش اسباب النجاح والفشل ، ويناقش اسباب سوء النتائج ، ويناقش اسباب فشل ونجاح العلاقات الزوجية ، ويناقش العديد من المشاكل وهو لايدري ان اغلبها ملوثات تسكن عقله فتعطي اشارات سلبية لسلوكة وجسده واحساسه ووساوسه وعلى كل الدائرة المحيطة به .
يقال دوما العقل السليم فى الجسم السليم واظن ان المعادلة معكوسة تماما فالجسم السليم والاحوال السليمة والعلاقات السليمة والنتائج السليمة وحياة سليمة بمجملها هي في العقل السليم فكلما حسن العقل ، وحسن التفكير ، وارتفع مستوى الوعي ، ووثق الانسان في عقله ، واصبح قادرا على فصل مكتسبات العقل السلبية عن الايجابية امكنه ان يصنع مخرجات استثنائية في جميع تفاصيل حياته من بينها صناعة جسم سليم .
إن اكثر شي اضعف عظمة هذا العقل في عالمنا العربي هو المنهج التعليمي (التلقيني) الذي انتج لنا اجيال ذات عقول حاوية اكثر من كونها عقول صانعة ، مفكرة ، مبتكرة ، مبدعة ، تخترق صندوق الفكر المجتمعي الذي بناءه التلقينيين ليصنع مجتمع مبدع ، متألق ، يصنع منه هذا التألق والابداع مجتمع متسامح متصالح اكثر منه مجتمع مستعد دائما للاقتتال والتحزب والتحرك باتجاه واحد وفق مايريده المُلقن .. لذا نحتاج إعادة قراءة تاريخ التعليم في عالمنا العربي ومن الذي اسسه ؟!!
هذا جزء مما انا مؤمن به وان اختلف الكثيرين معي.