الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان يكتب “الحوثي وحروب الوكالة”
بقلم/ خالد سلمان
كل حروب الحوثي الستة وبعدها الإنقلاب كانت برية ، لم يخض معارك ذات طابع يتصل بالبحر ، الحوثي إمتداد لجيش جده الإمام يحي، الجيش البراني أي القبلي ، ومع ذلك أستطاعت إيران أن تعيد تشكيله بضخ السلاح البحري، وتدريب وتشكيل كتائب بحرية وفتح قنوات تهريب السلاح النوعي والخبراء ، لبسط نفوذ إيران على ثاني أهم ممر ملاحي دولي بعد سيطرتها على مضيق هرمز.
نستطيع القول أن المعارك البحرية التي تُخاض ضد المصالح الدولية، في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب ، هي حرب سيطرة ونفوذ إيراني لا صلة لليمن بها ، من حيث إدارة المجهود الحربي والهدف الإستراتيجي في السيطرة، وفرض حالة حضور لإيران بقوة الأمر الواقع، في صياغة خارطة المنطقة، لمرحلة مابعد حرب غزة.
لامعنى لضربات دفاعية إمريكية بريطانية كما هو جارٍ الآن، تخفض قليلاً منسوب قوة الحوثي او بالأصح إيران ، حيث يمكن إمتصاصها حد توظيفها دعائياً لصالح شرعنة الحوثي ، المقاربة الأكثر نجاعة تكمن في التوصيف الدقيق للحالة الحوثية، من كونها حالة إيرانية متداخلة مع الصراع الإقليمي ، وأن لفك هذا التشابك مدخلاً واحداً : إعادة صياغة حدود القوة للحوثي، بإرجاعه لوضعه الجنيني الذي تشكل على أساسه، كجيش براني داخلي ، بتقطيع أذرع سيطرته على البحار وبتحرير الشريط الساحلي في الحديدة، من خلال بناء قدرات محلية واحدية الولاء ، غير مخترقة من الجماعات الدينية بما فيها جماعة الحوثي.
إذا كانت إيران تحارب الغرب لحسابات ملفاتها من اليمن ، فعلى العالم أن يحارب النفوذ الإيراني أيضاً من اليمن، برفع الغطاء السياسي عن الحوثي، وبناء القدرات العسكرية لمناهضيه، والإقرار أن الحوثي عنوان فرعي لإيران ، وأنه جماعة مناط بها خوض حروب الوكالة، لا الدخول بشراكات لبناء السلام.
الحوثي بدأ كجيش براني وهكذا يجب أن يعود، كخطوة أولى قبل الخلاص منه كلياً.