حصاد الفيد من احتلال الجنوب.. تحف ومجوهرات من آثار بلادنا القديمة تباع في مزاد أبولو بلندن

 

النقابي الجنوبي / متابعات

قامت مليشيا الحوثي عقب اجتياحها الجنوب عام 2015 بنهب وتهريب قطع أثرية ومخطوطات تاريخية ومقتنيات يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد بطريقة ممنهجة عبر المنافذ البرية والبحرية وأشارت المعلومات إلى أن المليشيات الحوثية باعت الكثير من القطع وتنفذ عمليات تهريب وبيع أخرى لقطع أثرية تساوي ملايين الدولارات.

وأفاد باحثون في علم الآثار عن بيع تحف ومجوهرات من آثار بلادنا القديمة في مزاد أبولو بالعاصمة البريطانية لندن.

وأكد الباحث في علم الآثار عبدالله محسن في منشور على صفحته بالفيسبوك: “في مزاد أبولو الشهير بيعت مجموعة كبيرة من التحف الأثرية لعدد من الحضارات من بينها ثلاث قطع من آثار البلد”.

وأضاف أن المزاد شهد تنافساً حاداً على بعض التحف المعروضة، وقد بيعت في المزاد مجموعة “جمال برونزية، وشاهد قبر رجل من المرمر، زوج من تعليقة قلادة من الذهب” وجميعها (من آثار بلادنا القديم).

وكشف الباحث أن الجمال الثلاثة هي من “البرونز المصبوب من القرن الثاني قبل الميلاد لكل منها آذان مرتفعة وسنام واحد وذيل قصير، مع زنجار سطح مؤكسد مرقش باللونين الأزرق والأخضر والأحمر والبني”.

ولفت إلى أن مالكها الحالي؛ معرض الفنون القديمة في لندن، اقتناها من مجموعة أن واي سي، بحسب المزاد.
وبالنسبة لشاهد القبر، فهو عبارة عن رأس رجل من المرمر من القرن الثاني قبل الميلاد على الأرجح، أطلق خبير المزاد لخياله العنان فوصف الوجه في شاهد القبر بالتالي: “ويقدم مظهراً خيالياً يتكون من التحديق، والعينين المفتوحتين على مصراعيهما، وخط الحاجب المقوس، والأنف، والشفاه المغلقة تشير إلى تداخل دقيق ومحبب”، ويقصد أن تعابير الوجه مزيج من التفكير العميق والأسى والحيرة وربما الحسرة، حسب الباحث “محسن”.
أما زوج المعلقات الذهبية المخرمة، فهو “يتكون كل منها من لوحة مستطيلة الشكل، مزينة بسجلات متحدة المركز من اللفائف، والتخريمات، والخيوط. تم تطبيق أقراص صغيرة تحتوي على أزهار ذات ثماني بتلات تزين الزوايا، مع أقراص أصغر تعرض نفس التصميم داخل المساحة المركزية المستطيلة. يوجد في الوسط شكل متقاطع يتكون من خمس حلي، بينما تعرض الحافة العلوية صفاً من خمس حلقات تعليق مزينة بألواح على شكل معيني. ويظل الجزء الخلفي من اللوحات مسطحاً وغير مشغول. وهي من مقتنيات رجل نبيل من غرب لندن؛ سابقًا في مجموعة تم تشكيلها في سوق الفن البريطاني/العالمي في التسعينيات”.

وأوضح “محسن” أن المزاد ينسب هاتين القطعتين إلى العصر الهلنستي، إلا أن البروفيسورة ليلى عقيل أكدت على أنها “صفائح ذهبية يمنية قديمة وهي على الأغلب مجوفة، تتماثل في كل عناصرها الشكل والتقنية والزخرفة وطريقة التعليق مع قطعا أخرى.

وأضاف نقلا عن “عقيل”، أن القطعتين استخدمت فيها الحبيبات الدقيقة التي تستخدم بكثرة على حلي بلادنا القديمة وكذلك أشكال المثلث والمعين والزخرفة الوسطية التي صنعت من سلك دقيق مبروم. وهذه كلها عناصر تميزت بها الحلي القديمة بشكل عام. وهي تتماثل مع صفائح في المتحف البريطاني.
وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية في بلادنا للنهب والتنقيب العشوائي طوال الفترات الماضية، وزادت حدتها خلال سنوات الحرب حيث تعرضت الآثار للتهريب والتدمير الممنهج والبيع في مزادات علنية حول العالم وعلى شبكة الإنترنت.

زر الذهاب إلى الأعلى