(عفاش– الدنبوع) والرحلة إلى الصومال

صالح الضالعي
قصة ليست من نسج الخيال ولكنه من واقع كشف من قبل أحد أعمدة نظام صنعاء البائد آنذاك.
يقول المقرب من عفاش ذات يوم أتصل بنائبه هادي (الدنبوع) للحضور إليه بأسرع وقت ممكن لتناول قضية في غاية الخطورة وتتمثل بالقضية الجنوبية.
حاضر أنت تأمر ياتاج رؤوسنا– تلك الكلمات خرجت من فاه (هادي) حينما رد على الهالك المثلج ( عفاش).
وأوضح المصدر بأن الدنبوع وصل بعد نص ساعة من إتصال (عفاش).
أذن الجند لولوج (هادي)القصر الجمهوري– وصل إلى مكتب(عفاش) كعادته ألقى التحية العسكرية – بيديه لوح عفاش وهو متكئاً على أريكته مبتسماً مرحباً به، تثاقلت أقدام الدنبوع خيفة ويديه ممسكة بمناديل ناعمة ممسحة على رأسه من رشح في وقت برد شديد.
وجهاً لوجه دار النقاش بينهما حول خطورة الوضع لاسيما تحركات الحراك الجنوبي.
قال الدنبوع(هادي)للهالك بأن رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين يرأسها العميد(ناصر النوبة) كان ضابطاً تحت أمرته وزميلاً له في الدراسة – تدحرجت عقلية وأفكار عفاش وجن جنونه باطناً – وبذا فكر وقدر وعبس وبسر، ثمَ طَلب من(هادي)أن يُنفذ أمراً ويرتحل لحل الشقاق بين الإخوة المتناحرين في الصومال كمبعوث مفوض من قبله – أصدر(عفاش)قراره بتكليف (الدنبوع)مفوضاً عنه لحل المشكلة الصومالية.
ولجت الفرحة قلبه والسرور فؤاده، مقبلاً أياديه وركبتيه – جميعهم أبدوا حُسن الرضاء– غابت الحكمة عن(الدنبوع ) – بينما حضردها ومكر وخديعة وخُبث(عفاش) .
وأما الدنبوع فقد قِيل عنه بإنه العبد المطيع لسيده وبهكذا كان سعيداً حينما يُكلفه عفاش بإفتتاح مدرسة هي في الأساس ذات تمويل دولي أو قص شريط إفتتاح المرحلة الأولى لحملة تطعيم الأطفال– لم يصدق (هادي) القرار التفويضي له كمفوض من قبل سيده لإيقاف نزيف الدم بين الأشقاء في الصومال.
(هادي) يصل العاصمة الصومالية(مقديشو)ويلتقي (بمحمد فرح عيديد) زعيم أكبر الفصائل المسلحة في الصومال، ثمَ إن(هادي) يلتقي بقائد إحدى الفصائل المسلحة وهكذا دواليك.
ظل هادي الطريق متنقلاً بين (صنعاء ومقديشو) قاطعاً المسافات – بدوره الحراك الجنوبي يقوى عوده ويستقيم جسده فبات عصياً على الإنكسار– ليبتسم (عفاش) مؤخراً مدركاً بأن (هادي) لايهش ولا ينش وإن ماكان يظنه بأن (هادي)هو المحرك الأساسي (لناصر النوبة)، أمر كهذا وقراره كان خطأً أعده فشلاً وذنباً من قِبله لايغتفر في حياته.
من جانبه تحرك السفير الهولندي للقاء( هادي) وفور وصوله بوابه منزله لم يستجب لطلب السفير الهولندي.
قام (عفاش) بالتواصل مع ( هادي) طالبا منه للقاء السفير، سمعاً وطاعة سيدي هكذا ختم هادي محادثته – بحفاوة بالغة تمَ إستقبال السفير الهولندي الذي يشغل أيضاً سفيراً للإتحاد الأوروبي – في ذات السياق تمَ إبلاغه بأن القضية الصومالية مخططاً لها من قبل المجتمع الدولي ولمدة (20)أو يزيد بعد ذلك ستنطلق مصالحة صومالية شاملة – هُنا ضحك(الدنبوع)حتى بدت نواجذه، معللاً بأن تكليفه مفوضاً كان كذبة وخدعة كُبرى