في ذكراه الـ(2) إلى الحبيب الشهيد القائد (أبو حرب الردفاني)
صالح الضالعي
اعلم يقيناً أن رثائي هذا لن يفيك حقك، ولا خيار أمامنا اليوم تلك المظلمة في حياتنا حينما استلمنا نبأ استشهادك.
ان مزاجنا اليوم بات حزيناً وموجوعاً، وفي ذكرى فراقك الثانية.. الوان الحزن الأسود المخيم على قلبي ومشاعري المكلومة يسود الزمان والمكان، فلا عيشة تهنيت فيها، ولا ابداع تجدد هُنا، في باحة الوطن المروي بدماءك، وفي ساحات الوغى المخضبة بعرقك الذي لم يجف بعد.. مازالت احاديث ابن عمي عنك والذي كان يعد أحد جنودك، قال واعينه تفيض بالدموع الغزيرة بأنك أيُها الحبيب الغالي والراقد في مرقدك اليوم في عليين عند مليك مقتدر، بأنك الفهد والليث المهاب والصقر الجارح المختطف لأرواح اعداءنا، وأكد ابن عمي بأنهم كانوا لايستطيعون مجاراتك أثناء خوضك نزالات حرب ضاربة مع الأعداء الروافض تكللت في حسمك وجندك لمجرياتها.
اليوم الثامن من يناير تصادف ذكرى رحيلك عن الحياة الدنيا بعزة وشرف وكبرياء وأنفة، ليتك ترى أيُها الشهيد القائد (مجدي القطبيي الغزالي) أبو حرب الردفاني كيف اصبح وطنك الجنوبي ينعم بالأمن والأمان والاستقرار والسكينة العامة، كل هذا ليس حذقاً منا نحن الجبناء الذي نحب الحياة الدنيا، نحبها مثلما احببت الشهادة وتقديم روحك على طبق من ذهب، لكي نعيش أحراراً كراماً وأصحاب هامة.. نستمد كل معاني الحب لوطننا الجنوبي بفضلك واحبتك، ممن قضى نحبه، ومنهم من هو على دكة الاحتياط والانتظار إلى مواجهة العدو اليمني لينال احدى الحسنين.. إما نصر، وإما شهادة بكرامة.
إلى الحبيب الغالي شهيدنا وقائدنا العميد/أبو حرب الغزالي الردفاني أن ذكرى استشهادك في عامها الثاني، نهديك قبلاتنا وعلى جبينك نطبعها أيُها البطل، نشتم رائحة دمك العطرة، ونقبل رأسك واقدامك، وكل خطوة مررت بها في تربة وطننا الجنوبي الكبير.
لانملك من أمرنا شيئاً لكي نقدمه لك اليوم كون قطرة دم وعرق لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون لهن ثمن.. يكفيك فخراً أيُها الشهيد القائد البطل أبو (حرب) الردفاني أن بطولات بدء من مسقط رأسك في ردفان الثورة، ومروراً بسد النخيلة، وفي العاصمة الجنوبية عدن حد وصولك إلى ماوراء الحدود الجنوبية، وفي خاتمة مراحل مقاومتك واستبسالك ودفاعك المستميت عن العرض والأرض، حد أن خاتمتك لمراحل نضالك في محافظة شبوة الجنوبية الابية.. فليكن يومنا هذا (8) يناير عرسك الميمون في جنة عرضها كعرض السموات والأرض، والشافع لـ (70) ممن تحبهم، وهم الاقرب إلى قلبك.. أنت شهيد، والشهيد هو ذاك الذي أفنى حياته سبيلاً لنصرة الله ورسولة ومن ثمَ وطنه الاغر.. وفي الختام اقول بأن الذكرى الثانية لاستشهادك ابتلعها وعبارات الأسى تخنقني تخنقني .. فكلما حاولت أن ابحر لكي أغوص في تاريخ حياتك ومراحلك البطولية، ومآثرك التي اجترحتها في ميدان الشرف وميزان الشجاعة النادرة، والمرجحة كفتها كفارس محترف في القتال.. لك منا أخي وابن عمي وابن وطني الجنوبي، العميد/(مجدي الغزالي) والمكنى بـ(أبو حرب) الردفاني الدعاء والابتهال إلى الله بأن الرحمة تغشاك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة عرضها كالسموات والأرض .. نم قرير العين أيُها الشهيد، ولا نامت ولا قرت أعين من وجه وساعد في استهداف جسدك الطاهر.