خذلان حكومي تجاه آجلاء العالقين في السودان يرافقه تصعيد في الاحتجاجات

 

النقابي الجنوبي / خاص

صعد المواطنون العالقون في مدينة بورتسودان السودانية على مواقع التواصل الاجتماعي من احتجاجاتهم متهمين حكومة المناصفة بالتخاذل عن إنقاذهم وإجلائهم.
وعبّر الكثير منهم في بيان خلال وقفة احتجاجية تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم بعد مرور شهر منذ وصولهم إلى بورتسودان على أمل إجلائهم “ولكننا صدمنا بجدار هائل من التجاهل واللامبالاة من قبل حكومتنا”.
وأكدوا أن مطالباتهم بالحقوق “تُقابل كل مرة بالتجاهل الدائم أو بأنصاف الحلول أو بالتصرفات التخديرية وغير المسئولة”.
ويعيش العالقون مأساة حقيقية لاسيما بعدما باعوا كل مدخراتهم وفقدوا كل إمكانات العيش والعلاج ونتج عن ذلك وفاة ثلاث حالات بالإضافة إلى حالات إجهاض وإصابة البعض بجلطات دماغية.
وبعد ثلاثة أسابيع من الانتظار سيرت الخطوط الجوية اليمنية منتصف مايو أربع رحلات أجلت فيها نحو من 700 عالق فقط.
واجبرت الاشتباكات في السودان نحو ثلاثة آلاف مواطن على الفرار من مناطق النزاع إلى بورتسودان حيث تم إجلاء عدد منهم عبر سفن سعودية في الأيام الأولى للاشتباكات مع من تم إجلاؤهم من الفارين من مختلف الجنسيات.
وفي وقت سابق قال نائب وزير شئون المغتربين بحكومة المناصفة محمد العديل إن الحكومة تعاقدت مع شركات طيران سودانية لإجلاء بقية المواطنين سريعا من بورتسودان في الأيام المقبلة.
وقال إن إجمالي الذين تم إجلاؤهم حتى اليوم يبلغ عددهم 1539 مواطنا منهم 749 شخصا عبر البحر بواسطة السفن الحربية السعودية، و789 شخصا عبر الجو بواسطة بمعدل رحلتين إلى صنعاء ورحلتين إلى عدن.
وأوضح أن معظم الذين غادروا الخرطوم وطلبوا الإجلاء هم من الطلاب والعمال والعائلات التي نزحت من بلادنا هربا من الحرب التي اندلعت شرارتها عقب انقلاب عام 2014 مضيفا أن العدد الإجمالي للمواطنين في السودان يتجاوز 50 ألفا وما زال معظمهم يمارس أعماله في عدد من ولايات السودان.
من جانبه أرجع رئيس اتحاد طلاب بلادنا في السودان عفيف البراشي تأخير إجلاء العالقين إلى تأخر حكومة المناصفة في دفع التكاليف المالية للطيران أو التعاقد مع طيران “تاركو” السوداني.
وكان تقرير لجنة الطوارئ الطبية الخاص بالعالقين أفاد بوفاة 3 يمنيات اثنتان منهن بحادث سير والثالثة نتيجة إصابة تفاقمت لسوء الأحوال الصحية وتأخر الإجلاء.
وكشف التقرير عن إصابة 4 مواطنين عالقين بذبحات صدرية نتيجة جلطات قلبية وإصابة شاب عشريني بنوبة نقص تروية عابرة في الدماغ بينما تعرضت امرأتان للإجهاض جراء المعاناة.
وأشار التقرير إلى أن حالات الالتهابات المعدية المعوية التي تمت معاينتها خلال شهر تجاوزت 300 حالة بينما بلغت حالات التهاب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي 200 حالة.