رئيس اتحاد ادباء الجنوب لقدغيبوا الجنوبي ولكنهم لم يستطيعوا ايقاف صوته
كلمة رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب في مؤتمر تأسيس فرع حضرموت
لاتحاد أدباء و كتاب الجنوب
د.جنيد محمد الجنيد
في بهجة الاحتفال لاستعادة ألق روحنا الأدبية وقدرتنا العالية الإبداعية. .زملائي ..زميلاتي ..تعود بنا الذاكرة لسبع سنوات مضت،حين تواصلنا هنا في حضرموت.. هنا من هذه الأرض الطيبة حضرموت انبثقت الفكرة الأولى..البدايات الأولى.. الانطلاقة الأولى.. البيان الأول واالتوقيع عليه,ليبدأ التحضير لكيان يجمعنا أدباء وكتابا على امتداد جغرافية أرض الجنوب, لنصوغ أحلام الأرض ونبني خيارنا المستقل بعيدا عن هيمنة الاستبداد,الذي تجاوز في نهجه كل الحالات اللاإنسانية ,وطوقنا بمسار لم نكن نألفه وحياة جحيم من الصعب وصفها,ولا نستطيع أن نلتقط مفردة للتعبير عن ما حل بنا من مأساة,لقد أدخلنا إلى نفق يضيق علينا كل حين,حتى أصبحنا على مشارف التلاشي وفقدان هويتنا الوطنية والثقافية..
نعم..لقد تم تغييب الجنوبي طويلا, ولكنهم لم يستطيعوا إيقاف صوته الذي يتدفق هادرا مدافعا عن أرضه وعرضه وشرفه في ظل آلة القمع الوحشية لنظام 94.. ولهذا فإننا اليوم حين نبحث عن المسألة الثقافية في جنوبنا,فإننا نبحث عنها فيما يمثلها,وهو البحث في ما تم لنا من تأسيس لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب..نبحث في هذا التأسيس عن ماضينا في حاضرنا و عن حاضرنا في مستقبلنا و مستقبل أجيالنا,ونفتح أفقا ثقافيا إبداعيا مخلدا..
ومن هنا من على هذه الأرض الجنوبية الطيبة..من حضرموت الجذور التي تجمعنا اليوم..نقول لهذه الفاتنة الحضرمية التي استوطنتنا عشقا واستنطقتنا إبداعا وشكلتنا منمنمات شعرية..إننا مهما كتبنا عنك فلن نفيك حقك..
نعم..هل في وسع أحد أن يتحدث عن حضرموت نيابة عنها أكثر منها في قضية تمسها, وهل في وسع الآخر أن يلامس المسافة التأريخية لمكان الولادة وتجذر الانتماء والرفض الأبدي لطمس معالمنا والمميزات التي تدل علينا,لأن هذا شأننا ويهمنا أكثر من غيرنا..نعم هذا شأننا وأهل الشأن أدرى به.. فحضرموت تداخلت فينا لأننا منها وإليها..نعم هذا شأننا وفرق بين مكابدة المعاناة ومشاهدتها.. هل يحق لنا إن نضع فاصلة بين هذا بعملية طرح بسيطة ليطل وجه الحقيقة التي اسمها حضرموت..
حضرموت التي خلقها الله منذ الأزل واحِدةً موحَدةً وموحِدة وأرسل إلى أحقافها رسل الهدى ونطقت الرسالات باسمها حضرموت..
حضرموت هذا الاسم الذي يتدلى في سماء العربية مركبا مزجيا,لا ينصرف..
وحضرموت مدن الله المبنية على أعمدة روحانية, وهجرة في سبيل توصيل نور الله إلى مشارق الأرض ومغاربها..إنها سماحة النفس ,أخلاق الروح ,دين المحبة,تجارة اللبان والبخور,ورحلة الشتاء والصيف ..
وحضرموت معلقة العرب الأولى التي تغنى بها امرؤ القيس وحضرموت مقدمة لابن خلدون..وحضرموت روض من تهوى وتعشقه للجد ابن شهاب..وحضرموت ريادة الشعر الحديث لباكثير ,إدام القوت لابن عبيداللاه السقاف, لك البشارة لباحسن, الجامع لبامطرف,أدوار التاريخ للشاطري,الجندي في ميدان القتال للجد زين العابدين الجنيد,نسمات الربيع صالح الحامد, من أغاني الوادي لحسين البار, حيا ليالي جميلة لحداد الكاف,دموع العشاق للمحضار،الحكمة تقول كل شيء معقول لعبدالقادر الكاف،في أوتار عود محمد جمعة,وفي حنجرة الغناء الأسطوري الخالد أبي بكرسالم بلفقيه ..وقافلة أسماء إبداعية لاتحصى..هذه حضرموت..
إنها تاريخ يحمل وحدة متأصلة بين الأرض الممتدة من البحرالعربي وحتى رمل الربع الخالي..بين النسيج الاجتماعي الذي يربط ناسها بعضا لبعض في عقد واحد لا يستطيع أحد,مهما كان أن يقطعه,لأنه صنع تأريخ موغل في القدم..
شكرا لحضرموت التي كانت بدء التحضير و مسك ختام تأسيس اتحاد أدباء و كتاب الجنوب بكل فروعه..
وفي البدء كانت حضرموت هي الجنوب والجنوب هو حضرموت, وهو كلمتنا التي توحدنا معا ونتهجاها أبدا..وبالكلمة نعزز الهوية الثقافية ,ونضيء الجنوب فضاء وطنيا وانسانيا…