اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

ماشأن العرب بالحرب في أكرانيا

بقلم الدكتور/ عوض أحمد العلقمي

لعل كثيرا من المشاهدين العرب ، يلتقي معي في الامتعاض والتأفف من شاشات بعض القنوات العربية التي نست أو تناست أنها عربية ، بل لم تعد تعلم أن عليها شيئا من الواجبات الأخلاقية ، تجاه قضايا أمتها ، ومشاهديها من العرب ، إذ كلفت نفسها فوق طاقاتها ، وبما لايعنيها كثيرا ، يوم جندت طاقاتها وإمكاناتها ، وحشدت عددها وعتادها ، لخدمة الغرب في حرب أكرانيا ، مع أن تلك القنوات العربية باللغة ، تعلم يقينا أن ليس لها ، ولا لأمتها ، ولا لمشاهديها ، في حرب أكرانيا ، ناقة أو جمل ، فضلا عن البث المباشر لانتخابات فرنسا ، مع أن تلك الأقطار التي تمتلك القنوات لاتعرف حتى معنى مصطلح ( انتخابات ) ولاتؤمن بالرأي والرأي الآخر . الأمر الذي جعلني أتألم وأحزن إذ تصل إلي رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، تتحدث عن معاناة المسلمين في المسجد الأقصى المبارك ، وكيف يمنعهم الصهاينة من أداء الصلوات في حرمهم الثالث المبارك ، فأفتح القنوات العربية لمعرفة الجديد في القدس ، لكنني لا أجد فيها إلا أخبار أكرانيا ، وانتخابات فرنسا ، وإذا ماعثرت على هامش من أخبار المسجد الأقصى ، إنما أجد معظمه قد خصص لأحد الصهاينة ، يدافع عن ظلمهم وطغيانهم وقتلهم لمسلمي فلسطين . هذا ماجعلني أتساءل ، هل صحيح إن هذه القنوات تمثل الأمة العربية ؟ أليس للمشاهد العربي نصيب من هذه القنوات ؟ ألا توجد مساحة كافية في قضايا أمتنا ، فضلا عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، لتخوض فيه تلك القنوات ؟ أليس من العار أن تنشغل بقضايا لاتعود عليها بشيء وتنسى قضايا أمتها ؟
لكن السؤال الأجدر بنا أن نطرحه ، هل هذه القنوات حقا هي من الإعلام العربي ، أو هي عربية الهوى والهوية ؟ لا أظن ذلك ، وحاشا لله أن تكون كذلك ؛ لأنها تبث باللغة العربية ، لكنها تنفث السم في العسل ، وتقوم  بالخداع والتضليل لأمة العرب ، وفي الحقيقة هي تعمل لخدمة الصهاينة خصوصا ولإمبراطورية الكذب الغربية عموما . ألم يقل رسولنا (ص) : يولد المرء على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه . وأصحاب تلك القنوات ، ولدوا وتربوا في بيوت غير عربية ، فأصبحوا على دين آبائهم . حقا إننا بحاجة ماسة لثورة عربية إسلامية كبرى ، تقوم بالفرز  في أوساط الأمة ، لمعرفة المسلم الحقيقي من المدسوس الصهيوني …

25 رمضان 1443 للهجرة الموافق 26 ابريل 2022م

زر الذهاب إلى الأعلى