بين النار والدبلوماسية… من يقود الجنوب فعلا

النقابي الجنوبي – بسمة نصر
في وطن اعتاد فيه القادة الهروب وقت الانفجار، يظهر رجل يعاكس التيار.
في وقت يتكاثر فيه الصمت، يصر على أن يتكلم.
في زمن الهزائم الخفية، يقاتل ليبقي الحلم الجنوبي حيا، ولو من على حافة الجرح.
الرئيس عيدروس الزُبيدي ليس مجرد اسم في المعادلة اليمنية – هو الرقم الصعب في المعادلة الجنوبية.
هو قائد ورئيس، ووجه سياسي حاضر، وشخصية محورية يدور حولها الجدل، والحسم، والأمل… وربما الخوف أيضا.
لماذا يهاجم الزُبيدي اليوم؟
لأنهم يعلمون أن الرجل يملك مشروعا، لا مجرد موقف.
لأنهم يعرفون أن وجوده يعطل خطط التقاسم المريح للمكاسب.
ولأنهم يخشون من زعيم لا يفاوض على الثوابت، بل يفاوض من أجلها.
كل حملة إعلامية تشن ضده، ليست دليل ضعف… بل دليل على أنه في قلب المعركة الحقيقية.
رسالة لكل جنوبي:
قد تختلف معه… قد تنتقده، أو تخالفه، أو ترى في مساره عثرات..
لكنك لا تستطيع أن تنكر أن الرئيس عيدروس الزُبيدي هو أحد القلائل الذين وقفوا حين جلس الجميع.
هو الرجل الذي لم يسلم الراية، ولم يخفض السقف، ولم يتاجر بالقضية.
إذا شعرت أن الطريق طويل، تذكر أن هناك من ضحى بوظيفته، بمكانته، وباستقراره… ليصنع لك مكانا تقف فيه اليوم بكل كرامة.
وإذا شعرت أن القضية تنهار، تذكر أن هناك من واجه دولا ومؤسسات ورؤوس أموال، ولا زال يحمل راية الجنوب في يده ولم ينزلها.
لن يكتب تاريخ الأوطان في غرف الانتظار.
القادة العظماء لا يصنعون بالكلمات، بل بالمواقف.
وعيدروس الزُبيدي، بكل ما له وما عليه، يبقى واحدا من أولئك الذين قالوا للواقع:
“قد لا أملك كل شيء… لكني لن أساوم على وطني”.