تفحيط .. بشارات النصر الجنوبي وملامحها

وئام نبيل علي صالح
تلوح في الأفق بشارات النصر الجنوبي وملامحها ترتص على جدران البطولة، ومحراب الفداء.. نعود قليلا إلى الخلف لكي نتذكر أيام الحرب الثانية على الجنوب عام 2015م.. إذ كانوا يقولون انهم فتوة العصر وفطاحلته الذي لايمكن لأي جيش إيقاف هديرهم لاسيما تلك الكتائب بمسماها الحسيني، ولكن سرعان ما أنكشفت عوراتهم حينما برز شباب واشبال المقاومة الجنوبية ليتصدون لجحافل تتار اليمن رغم ان الفرق بالعدة والعتاد كبيرا ولا يمكن لنا المقارنة بينهما البتة .. مع كل هذا كان رهان أبناء الجنوب على مقاومتهم يفوق الوصف لطالما وان تسلحها بالعقيدة وإيمانها باستعادة وطن مسلوب من قبل ظالم متجبر.. كان النصر الجنوبي يصدح في كل زقاق وشارع بدء من ضالعنا حتى عاصمتنا وحضرموتنا وشبوة الأمجاد وأبين البطولات والبقية يتبع.
انتصرنا وانتصرت إرادتنا الحرة ولكرامتنا ضحينا وافتدينا بفلذات اكبادنا.. انه السهل والوادي والجبال الرواسي التي تربينا عليها ورضعنا من ثغرها حليب الكبرياء والانفة شاء من شاء وابى من ابى.
لاتحدث لاتحدثونا أيها الامعات عن طريقنا التي سلكناها.. نحن اعلم منكم بها، وبذلك ندرك تماما بأن العدو لن يدعنا نستلم دولتنا الجنوبية بجرة حبر مداد، ولا بالاسترضاء والاستعطاف وانما بالحد والحديد سننتزعها كما ينتزع عزرائيل الروح من الجسد وغدا ستدرك وستدركون ماقلنا ونقول.
الذين يؤمنون بأن الأوطان مقدسة نرسل لهم الف تحية وتبجيلا منا إليهم كونهم افذاذ واقحاح جنوبية، واما الذين يرون بأن الوطن يساوي التفريط في الكرامة والعيش في هوان ومذلة أولئك عليهم غضب الله وملائكته والناس أجمعين تتبعها ترليون لعنة.. كون قلوبهم صدأت كما يصدى الحديد المغموس في التراب.
الوطنية تصاحبها الاقدام والشجاعة والاستبسال حينما يستدعي الأمر وطن تهدده المؤامرات لاسقاطه وإعادة العجلة إلى مربعها الأول، تسليم الطاعة للبيت المتسخ اتخذ في الأمس من قبل ابرهة الاشرم الحبشي ليكون قليسا بديلا للكعبة المشرفة، والذي أراد ان يهدمها فقال زعيم الكفر بأن للكعبة رب يحميه، فهلك أولا ابي رغال اليمني وسجله التاريخ بأنه أول قواد على مر العصور والازمان.. بذلك انجب ابي رغال ابناءه فشكلوا قوما لم يتخذ العبر طريقا امنا لهم.. انهم قوم صغيرهم شيعي، وكبيرهم كاهن مغبر، وإلى تفحيط آخر في قادم الأيام.