كش ملك.. لا احم ولا دستور.. الجنوب ينتصر.

صالح الضالعي.
كثيراً مانسمع من أفواه اخواننا في مصر كلمات من دون احم ولا دستور.. ومن خلال تمعنا إلى مرجعية ومعان القول، اتضح بأنه اطلق قديماً وتحديداً في منتصف القرن العشرين وبعد إلغاء دستور 1923واقرار دستور جديد في 1930م، الامر الذي تسبب بثورة بين الشباب والساسة وبذلك ساد البلد الحكم الديكتاتوري.. كانت بدايات المثل من احدى المساجد بعد اكتشاف جاسوساً من قبل شاب أراد تنبيه اصدقاءه لقطع حديثهم بقوله «باحم»، مما جعل المخبر يقدم إستفساره للشاب عن سبب الكلمة، فكانت اجابته، هو لا إحم ولا دستور، وبناء على هكذا مثل فإن أبناء الجنوب وبعد أن قدموا قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل إستعادة دولتهم الجنوبية إلى حدود ماقبل عام 1990م، فمحال على أي قوة في العالم ان تجبره على تقديم تنازلاته وان كانت لشبر واحد من تربة وطن.
التضحيات الجسام للجنوبيين والتي فرضت أمراً واقعاً جديداً على الأرض والمتمثل في تفويض الرئيس (عيدروس الزُبيدي) في أربع مليونيات شعبية، تمخض عنها إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل لقضية شعب الجنوب، ويعد التفويض الشعبي إستفتاء جنوبي لاختيار رُبان سفينتهم المبحرة لقيادتها إلى شاطىء الامان، وحتماً فإنها مبحرة وماضية في شق عباب البحر رغم تلاطم الامواج واشتداد الرياح العاتية، إلا أنها لن تجد نفعاً وستبؤ كل المحاولات إلى زوال القوى الظلامية المعادية لشعب الجنوب وقضيته والتي حاولت بكافة الوسائل والطرق نصب الكمائن وتفخيخ المدن حد وصل بها حقدها الدفين إلى محاربته في معيشته، بعد أن عجزت وسائلها المستخدمة والمتسخة لقطع المرتبات والكهرباء والمياه وبقية الخدمات المتعلقة بحياة الناس، ومع كل هذهِ الحروب الشعواء والممنهجة والمستهدفة شعب الجنوب لم ولن تثنيه في مواصلة تمسكه بمطلب شرعي وان افني عن بكرة أبيه.. وهاهي اليوم فإن قوى الاحتلال اليمني وبمساعدة دولة اقليمية جارة، كُنا نعدها بإنها الحليف القوي والشريك الاساسي لخوضها حرب مفتوحة ضد طغاة العصر الجارودية والمتمثلة برافضة الحوثي اليمنية، إلا أنها وعلى مايبدو مقتنعة تماماً في كل خطواتها الحالية في مساعدة عدوها وعدونا ومحاولتها زرع مكونات كرتونية هُنا وهُناك في الجنوب ودعمها مادياً ومعنوياً وحتماً فإن المواليد الخدج ماله ومصيره الموت المحتوم.. بذلك وستذكرون بأن ماتفعله تجعلها تدفع الثمن غالي والفاتورة ستكون باهضة، ضياع وطن، بعد تعرض أمنها القومي للخطر في حال ان أستمرت في دعم قوى الشر والارهاب في اليمن.. ثمَ أما بعد الندم كل الندم حينما لاينفع ولا يشفع لها في وقت مأزقها وتحديداً عندما تتوغل جحافل الغزاة التتاري اليمني في عمق أراضيها.. وأما بالنسبة لأبناء الجنوب فإن أمرهم بات محسوماً ويتجلى هذا في صولاتهم وجولاتهم الحربية في كل الساحات والميادين والتي تكللت بتحرير أرضهم من جبروت المحتل اليمني، ولم يتبقى للجنوبيين إلا نقطة في بحر بمسماها المنطقة العسكرية الاولى في سيئون م/حضرموت، وماهي إلا ساعة صبر لنصر قادم ان شآء الله.. ومن دون الحاجة في تقديم المساعدة من الدولة المنقلبة على نفسها، يكمن انتصار الجنوبيين، من دون احم ولا دستور، وأنت يافهيم افهم ولو أنت حليم تكفيك الاشارة.