مكافحة الإرهاب في الجنوب مهمة الإقليم والمجتمع الدولية

النقابي الجنوبي / خاص
خالد سلمان
بين جهازين إستخباريين او أكثر ، يتفوق الحوثي في قراءاته لوظيفة الإرهاب وكيف يستخدمه لتحقيق أي هدف سياسي وغاية.
الحوثي يدعم كل مسميات التطرف طالما تم ترسيم العلاقة معه، ورسم الخطوط الحمراء له ، الجنوب خط أخضر ومناطق سيطرات الحوثي خط أحمر ممنوع الإقتراب والتجاوز .
أجهزة مخابرات الحوثي لديها حزمة محددات تشتغل بها لإكمال سيطرتهم على كل اليمن:
* تبشيع الحوثي التجاوزات مهما كان عرضيتها وهامشيتها التي تحدث جنوباً، وتقديم نفسه بمعتصم عصري جديد ينقذ الأرواح ويستجيب لصراخ إمراة.
* الحديث عن الجنوب كمظلومية ،وبيده مفاتيح رد الحقوق، دون أن يقر إن الجنوب قضية سياسية ، لذا نجد ماكيناته الإعلامية ومختلف مستوياته السياسية، تضع حقوق الجنوب في مقدمة تغريداتها ونشاطها التعبوي ضد الحامل السياسي، وصناعة المقارنات بين أمن منفلت جنوباً، وأمن مستقر في شمال خاضع لسيطرة الحوثي.
* لا يغلق الحوثي الباب أمام تبادل المصالح وتنسيق الجهد المشترك مع الإخوان ، وبعض المؤتمريين الصاخبين المنفلتين على وسائل التواصل والقنوات الممولة ، ويعيد ترتيب الأصوات في سُلّم موسيقي ، يسعى أن يكون فاعلاً بكثير من الهرموني وبأقل قدر من النشاز ، (لاحظ إعلام الشرعية والإخوان وبعض أسماء قيادات المؤتمر، وكيف تعمل باداء متجانس وبزخم عدائي تجاه الجنوب).
* الحوثي يعرف مايريد ومايسعى إليه من تجميع كل التفاصيل الناشزة بتشذيبها ودفعها لمعركة شراء القلوب بالتدليس والدجل وخلط الحقائق.
في موضوعة الإرهاب يتكامل الحوثي مع القاعدة بسقف يضعه هو ، دون أن يدرك بأن الإرهاب ظاهرة خارج السيطرة ، وإن أنظمة حكم وليست جماعات كالحوثي ، حاولت أن تستخدمه كمخلب ضد خصومها السياسيين فصنع الإرهاب لها نعوشها (السادات والنميري نموذجان).
هناك إجتهاد مطروح على طاولة التنظير الأمني السياسي الحوثي، وهو صناعة توليفة إرهابية متعددة المذاهب ، تكون رأس حربة في مواجهة من يسميهم الحوثي بقوى الإستكبار الدولي ، ومن ترى فيهم القاعدة وداعش بداعمي طواغيت الحكم في العالمين العربي والاسلامي.
ما تجهله الدول المعنية بمكافحة الإرهاب، أن أخطر فروع القاعدة وأكثرها تمرسًا وتماساً مع قلب المصالح الدولية، توجد هنا في اليمن وتحديداً جنوباً ، حيث تراكم القاعدة قوتها عبر اللعب على التناقضات ،وتسوِّق نفسها بين المتصارعين بإعتبارها سلعة جاذبة تمتلك قوة إغراء لشرائها ، وترى أن حربها ضد القوات الجنوبية محطة أولى -تمكين -تليها محطات تضرب فيها العمق السعودي ومفاصل التجارة الدولية والممرات المائية ، تشل فاعلية قناة السويس وتجعلها بغير ذات قيمة وعالية المخاطر.
مصر والسعودية ودول العالم معنيون بما يحدث جنوباً ، فالإرهاب وإن كان مستهدفاته اليوم الجنوب ، فغداً عواصمكم وحقول نفطكم وموانئكم الإستراتيجية هي في بنك على قائمة استهدافاته اللاحقة.
الإرهاب بكتائب التطرف المتجاوز المذاهب، ومتعدد الرؤوس الإخوانية الحوثية المسكوت عنه في الإقليم وماوراء الإقليم، إذا كان الجنوب محطته الأولى، فالمحطة التالية الإقليم والمصالح الدولية حيث ستشكل كل هجمة للإرهاب تنطلق من الجنوب إن لم يتوحد الجهد الدولي لمكافحته ، ١١ سبتمبر إقتصادي قائماً بذاته .