وضع السياسي في الجنوب .. يكشف مخطط الإخوان.. والانتقالي كابوس يؤرقهم

النقابي الجنوبي /حنان فضل
طرأت على الجنوب ما بعد عام 1990م متغيرات عديدة شملت الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية.
أثرت على التركيبة الاجتماعية والمفاهيم الدينية والقيم والبنية السكانية أتت بنتائج مغايرة لتطلعات المجتمع الجنوبي طالت كافة شرائحه وأدخلته في دوامة الأزمات الممنهجة والمستمرة منذ ربع قرن حتى يومنا هذا استهدف الإنسان والأرض.
ومن إفرازات تلك المتغيرات السلبية فقد كانت محافظة أبين بداية لها ونموذج لما يدور على كامل الجنوب لفوضى التطرف التي احدثتها تيارات منحرفة تسير باتجاهات مغايرة للواقع والمنطق الإنساني السليم وما شهدته محافظة أبين على مدى ربع قرن.
من كوارث إنسانية ودمار متواصل من قبل جماعات غير سوية تتلحف بمسميات مختلفة فكريا وعقائديا وايدلوجيا، مكونات فارغة المحتوى والمضامين لا تحمل أي أفكار ناجحة أو أهداف سامية.
تمت زراعتها ضمن منظومة متكاملة تمددت على كامل مناطق الجنوب انطلاقا من محافظة أبين بدوافع سياسية ذات مردودات ومنافع اقتصادية تخدم مصالح مراكز القوى والنفوذ في الشمال ولها خيوطها الإقليمية والدولية وهناك أسباب عديدة ساعدت على توطين التنظيمات المتطرفة منذ وقت مبكر
ومن هذه الاسباب التي ساعدتها.
الفراغات الأمنية المتعمدة وتخلي السلطات عن مسؤولياتها مع غياب الوعي والإرشاد والتنمية والتعليم والتفكك الأسري الناتج عن الأوضاع الاقتصادية المتردية واتساع رقعة الفقر، وتوجه سياسي ايقظ الصراعات الطبقية والاجتماعية واحداث النزاعات القبلية على خلفية حقبة زمنية من التراكمات. أدى ذلك إلى شرخ في النسيج الاجتماعي وإفراز الفوارق الطبقية الغير متجانسة.
فإن معظم الشباب المنضوي تحت لواء التنظيمات المتطرفة لا يحمل أفكارا أو معتقدات دينية صحيحة بعينها تقدم مفاهيم حقيقية وتعبر عن صورة الإسلام الحقيقي، بل جعلوا الاسلام وسيلة لتحقيق أهدافهم وتشويه الصورة الإسلامية.
فقط هو الإحساس بالفوارق الاجتماعية والفقر والبطالة التي ساقته إلى هذا الطريق ليتخلص من الشعور بالنقص ومن النظرة المجتمع له أنه عاجز لا فائدة له دون عمل
وعوامل نفسية دفعت بشريحة كاملة من المجتمع للهروب من هذا الواقع بدوافع انتقامية كردة فعل خاطئة، جيل من الشباب بحاجة إلى وضع الحلول الجذرية لمشاكلهم
وأهمها المواجهة الفكرية والمناصحة على أن يبقى خيار المواجهة المسلحة مفتوحا.
(وإليكم محطات حزب الإخوان العدواني على الجنوب ومحاولاتهم في إسقاط العاصمة عدن )
في صبيحة يوم الخميس ١ أغسطس ٢٠١٩م استيقظت مدينة عدن على صوت انفجارين كبيرين متزامنين هزا أرجاء مديريتي الشيخ عثمان و البريقة
وكان الانفجار الأول ناتج عن هجوم ارهابي على مركز شرطة الشيخ عثمان بينما كان الانفجار الثاني عبارة عن هجوم صاروخي على معسكر الجلاء بمديرية البريقة التابع للواء الأول من قوات الدعم والإسناد (الحزام الأمني) اثناء حفل تخرج دفعة جديدة من المجندين في اللواء.
سقط 30 ضحية من العسكريين بينهم ثلاثة من الضحايا المدنيين إلى جانب 35 جريح من العسكريين بينهم اربعة جرحى من المدنيين بسبب الانفجارين غالبيتهم من الحزام الأمني وفي مقدمة الضحايا العميد منير اليافعي (ابو اليمامة) قائد اللواء الأول دعم إسناد الذي يعد القادة البارزين في قوات الحزام الأمني وله تاريخ نضالي كبير في تطهير مدينة عدن من مليشيات الحوثي ومحاربة الإرهاب وتأمين محافظات عدن ولحج وأبين من نشاطات الجماعات الإرهابية، لتكون فاجعة تصحوا عليها الجنوب وتشعل إرادة الشعب الجنوبي في تدليل الصعاب واستعادة الدولة الجنوبية وكسر مخططات حزب الاصلاح في إسقاط العاصمة عدن والجنوب عامة في اياديهم القذرة، كما تضررت من الهجوم الإرهابي على مركز شرطة الشيخ عثمان مبان و ممتلكات عامة وخاصة.
وأعلنت مليشيات الحوثي في الوسائل الاعلامية مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على معسكر الجلاء التابع لقوات الحزام الأمني، و ذكر المتحدث العسكري لمليشيا الحوثيين” يحيى سريع ” أن الهجوم كان بطائرة مسيرة وصاروخ باليستي قصير المدى.
وأن العملية تمت بعد رصد استخباراتي دقيق وتعاون من جهات في مدينة عدن” فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي في عدن.
شكوكا بأن ثمة علاقة تنسيق قائمة بين مليشيات الحوثي و تنظيم داعش وأطراف في الحكومة والجيش اليمني للشرعية لاستهداف قوات الحزام الأمني وقيادات جنوبية لاسيما أن ذلك تم في ظل حملة تحريض مشتركة موجهة ضد الحزام الأمني و أبو اليمامة تحديدا و بعض قيادات جنوبية أخرى, جاءت هذه الشكوك بعد موقف ما تسمى “بالحكومة الشرعية ” اتجاه قوات الحزام الأمني التي تارة تشيد بجهودهم وتارة تقوم بمحاربتهم ووصفهم بالمليشيات الخارجة عن القانون والنظام رغم أن هذه القوات قوات نظامية رسمية تشكلت بقرار جمهوري بتوقيع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وفي الموقف الأخير يكون خطاب الحكومة نسخة مطابقة للخطاب التحريضي لحزب التجمع اليمني للإصلاح الامتداد التنظيمي والايدلوجي والسياسي لحركة الإخوان المسلمين في اليمن المدعومة قطريا وايرانيا وتركيا الذين لم ينفكوا عن شن الحملات تلو الأخرى ضد نشاط قوات الحزام الأمني والنخبة وقياداتها في مكافحة الإرهاب والفساد ووصل الأمر إلى اصدار فتاوى دينيه تحريضية ضد الجنوب والإنسانية.
(( دور الإرادة الشعبية و الإنتقالي الجنوبية في شل حركة الحزب الاخونجي))
شكل المجلس الانتقالي الجنوبي في ١ أغسطس ٢٠١٩م لجنة تحقيق حول عمليتي الهجوم ,وفي يوم ٦ أغسطس أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي نتائج التحقيق محملا مسؤوليته الحوثيين و تنظيم داعش وأطراف في الحكومة و الجيش اليمني تواطأت معها و دعا إلى هبة شعبية سلمية ضد الحكومة مطالبا قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية بحماية المتظاهرين الجنوبين السلميين.
ومن جانب آخر وجهت الحكومة وزارة الداخلية أجهزة الجيش والأمن التابعة لها عدم السماح بالمساس بمؤسسات الدولة
والتصدي بقوة لكل من يقترب منها.
وفي يوم الأربعاء 7 أغسطس 2019م قام المجلس الانتقالي الجنوبي وجماهير جنوبية بتشييع جثامين ضحايا التفجيرين الإرهابيين بمديرية كريتر وعلى اثرها توجهت الإرادة الشعبية الغاضبة في مظاهرات إلى قصر معاشيق هاتفة بطرد الحكومة من العاصمة عدن وواجهتها الجيش والحماية الرئاسية بإطلاق النار الحي لمنع المتظاهرين السلميين من التقدم الى القصر وسقط أول ضحية من المتظاهرين إلى إضافة إلى عدد الجرحى وعندئذ حسم الموقف عسكريا في العاصمة عدن و باقي المحافظات الجنوبية.
(( جهات سياسية هدفت الى الخلط في الاوراق و اثارة الفوضى في العاصمة))
في 27 أغسطس 2019م توعدت قيادة الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية والوية الدعم و الإسناد تطهير العاصمة عدن من عناصر (البلطجة) والتخريب وانهاء عمليات القتل والاغتيال الممنهج التي تمولها جهات سياسية باتت معروفة حيث تهدف من خلالها لخلط الاوراق و اثارة الفوضى في العاصمة عدن، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن المركز الاعلامي للقوات الأمنية.
وتعهدت القيادة للمواطنين بإفشال كل تلك المحاولات البائسة التي تقوم بها العصابات المأجورة في العاصمة عدن والتي تكشف بكل وضوح ارتباط عناصر التنظيمات الإرهابية بتلك الجهات السياسية التي تدعى شرعية الدولة.
((وثائق عن علاقة الإرهاب بقادة عسكريين في الشرعية))
عقب انتهاء أحداث أغسطس ٢٠١٩م في العاصمة عدن و سيطرة الحزام الأمني والقوات الجنوبية على المعسكرات تداول نشطاء ووسائل إعلامية عديدة محلية وخارجية معلومات وأخبار عن عثور قوات الأمن والقوات الجنوبية على دلائل ووثائق في معسكرات الجيش الحكومي التابعة للشرعية.
ومن بين تلك الوثائق التي تم تداولها الحديث عن عثور الحزام الأمني والقوات الجنوبية على وثائق متعلقة بالإرهاب و لما يشير إلى وجود علاقة بين قيادات عسكرية في هذه المعسكرات و بين النشاط الإرهابي للجماعات الإرهابية في اليمن ووثائق أخرى تكشف جانبا من ممارسات النظام الأمني تجاه الحراك السلمي الجنوبي وحركة الرصد والتعقب والملاحقة والاستهداف التي كانت مسلطة عليه من النظام منذ وقت مبكر عقب حرب عام ١٩٩٤م التي فرض الشمال فيها الوحدة بالقوة والحرب على الجنوب.
(( منظمة جنوبية تقصت الحقائق ورصد انتهاكات حقوق الإنسان))
عند الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس الموافق 3 اكتوبر 2019م تم نزول فريق منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات
وهي منظمة مؤسسة حقوقية أهلية طوعية مستقلة تأسست عام 2009م إلى إدارة أمن محافظة لحج وقد كان في استقباله اللواء صالح السيد مدير أمن محافظة لحج وهو قائد القوات التي استلمت معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية الذي كان يقوده العميد مهران قباطي و لواء النقل الذي كان يقوده امجد خالد القحطاني.
وذكر لمنظمة حق اللواء صالح السيد صحة ما تداولته وسائل الإعلام بشأن العثور على وثائق متعلقة بالإرهاب، وبما يشير إلى وجود علاقة بين قيادات عسكرية في هذه المعسكرات وبين النشاط الإرهابي للجماعات الإرهابية
وكذلك الوثائق الأخرى التي تتضمن عمليات الاستهداف ضد الحراك السلمي الجنوبي موضحا أن الوثائق تم العثور عليها في مكتب مهران قباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية.
((مخاوف و تحذيرات دولية))
حذر خبراء عسكريون اوروبيون و عرب من إشعال اخوان اليمن (حزب الاصلاح) الوضع في الجنوب مستغلا حلفائه من التنظيمات الإرهابية و المتطرفة الهادف الى توسيع شبكته العنكبوتية الإرهابية و فتح تيارات الفكر الاصلاحي وهو التكتيك الذي أتبعه تنظيم داعش في كل من العراق و سوريا.
وهناك تصريح لـ ( اولفير كليج) الضابط السابق في إدارة الاستخبارات الداخلية البريطانية (( إم أي 5 )) سابقا بالتأكيد على أن الحوادث الإرهابية التي وقعت في مدينة عدن جاءت بعد ساعات فقط من طرد مليشيا حزب الاصلاح من عدن، واحد منها فقط تبناه تنظيم داعش و هذا يحمل دلالات و معاني كثيرة جدا يؤكد التنسيق بينهم وأن هناك خطوط اتصال قوية بينهم وبين القاعدة.
(( الانتقالي الجنوبي كسر شوكتهم ))
بعد الانتصارات العسكرية التي حققتها الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية وصولا إلى أبين ،فكروا بأن تحرير شبوة ووادي حضرموت أمر لا بد منه بسبب وجود تنظيم القاعده في هذه المناطق وتسببت في اقلال سكينة المواطنين ونهب ثرواتهم ودخول عناصر إرهابية قاطبة من مأرب والبيضاء بتنسيق مع الاحمر وحزب الاصلاح الذين سهلوا مرورهم من نقاط تمركزهم بأسلحتهم وأشارت المصادر إلى أن التحركات في شبوة تزامنت مع نشاط مماثل لعناصر من التنظيم الارهابي في كل من مديرية الوضيع ومنطقة شقرة في أبين الخاضعتين لسيطرة مسلحي الاصلاح وحسب المصادر فإن تحركات عناصر القاعدة تتم على متن سيارات تابعة لمنطقة العسكرية الثالثة والتابعة لقوات هادي ترفع رايات انصار الشريعة والذراع المحلية لتنظيم القاعدة في اليمن حيث اعتبر مراقبون انتشار تلك المجاميع الإرهابية ورقة ضغط لجأ اليها الاصلاح للرد على ضغوط التحالف على حكومة هادي للجلوس إلى طاولة الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي التزم بشروط التهدئة التي تضمنتها بيانات السعودية و الامارات.
و اعتقاد حزب الاصلاح في تلك الاثناء أن النخبة الشبوانية انكسرت بسبب خيانة بعض بائعي الضمير الجنوبي وتجردهم من الإنسانية، وهذا مما لا يفهمه تلك الاحزاب السياسية تحت مظلة الشرعية أن الإرادة الجنوبية لم تأتي من فراغ بل بعد معاناتهم الطويلة منذ الوحدة المزعومة حتى بعد تحريرهم من الحوثي ولكن الخطر الرئيسي بقي متغلغلا في الجنوب وهو حزب الاصلاح.
وهنا اثبت المجلس الانتقالي الجنوبي قوته عندما التزم بالحوار مع الشرعية باعتبار المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي قوى لا يستهان بها في المشهدين السياسي والأمني وكسر شوكة حزب الاصلاح عندما استعاد المعسكرات الجنوبية.
((الانتقالي و كشف رؤوس الثعابين المتخفية برداء الشرعية))
كشفت حركة الحسم العسكري بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي العناصر المتواجدة في شبوة وكيف كانت توهم العالم إنها غير متواجدة بالصورة ونشر اكاذيب محسن الاحمر وقواته في اقتحام صنعاء وبقيت هذه الاكاذيب والوعود الخادعة إلى أن أقر المجلس الانتقالي الجنوبي بقياداته في انهاء هذه المسرحية الهزلية وكشف رؤوس الثعابين المتخفية برداء الشرعية الاخونجية أمام العالم ونواياهم التي حشدوها للقضاء على الجنوب واقصاء والقضاء على القضية الجنوبية وما كان يسمى بالقوات الجيش الوطني مجرد أوهام استخدمتها الشرعية الاخونجية للقضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي وإشعال الفتنة في الجنوب عبر نشر المناطقية والانقسامات في صفوف الجنوبين.
ولكن الحنكة العسكرية التي يمتلكها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي وقيادات الجنوبية احرقت ورقتهم الاخيرة واصبحوا مصنفين من ضمن الإرهاب ومطالبين دوليا.
(كيف حاولت الوسائل الاعلامية الاخونجية عرقلة حوار جدة))
حين شعرت هذه الاحزاب الاخونجية بالخطر والقلق من التحرك والتطور الذي يحققه الانتقالي وكيف استطاع مواجهة طيغانهم دون خوف والذي حضي بقبول دولي كبير كل هذا سبب الذعر في نفوس هذه التنظيمات الإرهابية واستخدام وسائلها الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي انتصارات وهمية وتسريبات عن حوار جدة الذي أدى تخوف بعض من مواطنين والشتات الذي اصابهم جرى الادعاءات الكاذبة ولكنها زوبعة في فنجان حين تكون القيادات الجنوبية المفوضة للحوار تعلم حجم امبراطورية الاعلامية التي تحملها هذه الاحزاب السياسية.
وكان الهدف من هذا كله عرقلة حوار جدة واعتقاد بعض المحللين السياسيين أن حوار جدة جاء لعرقلة مسيرة الانتقالي الجنوبي في استعادة الدولة الجنوبية.
و بعد المماطلة الممنهجة في مخرجات حوار جدة قرر الانتقالي حسم الأمر ورفضه أي مفاوضات ضد القضية الجنوبية ورجوع الشرعية الاخونجية الى بات أمرا مستحيلا
والشرعية ترجع للإرادة الشعبية الجنوبية وهي شرعيتهم في استعادة ثرواتهم ووطنهم وإنعاش دولتهم من كل مجالات المختلفة ,وتطهير البلاد من الإصلاح وأذنابه، فالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي توعد الشعب الجنوبي إنه لن يخذلهم وسيفعل المستحيل لبناء دولة الجنوب العربي واستعادته وأكدت القيادات الجنوبية انها ستقف مع المجلس الانتقالي الجنوبي وسيكون هناك تعاون مشترك لتطهير الجنوب من التطرف الاخونجي.
