تركيا تؤكد استعدادها لاحتضان مفاوضات سلام روسية أوكرانية جديدة

فيدان: موسكو وكييف تبديان رغبة في وقف إطلاق النار وإسطنبول تستضيف الجولة الثانية في يونيو
في خطوة جديدة نحو إحياء مسار التسوية السلمية للنزاع الروسي الأوكراني، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة 30 مايو 2025، أن كلا من موسكو وكييف تُبديان “رغبة حقيقية” في وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية وضوح المواقف من الجانبين للدفع بعملية السلام قدمًا.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها فيدان إلى العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أوكرانيين لبحث تطورات الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، ودور أنقرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتحاربين.
وقال الوزير التركي إن بلاده تعتبر “منصة مثالية” لاحتضان المفاوضات، لما تتمتع به من علاقات متوازنة مع كل من روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن تركيا “مستعدة للعب دور فاعل في سبيل خفض التصعيد وتهيئة الظروف لإنهاء النزاع القائم”.
وفي هذا السياق، تستعد مدينة إسطنبول لاستضافة الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني في الثاني من يونيو المقبل، بعد أن شهدت المدينة نفسها الجولة الأولى من هذا المسار التفاوضي في 16 مايو المنصرم، في لقاء أعاد إحياء الحوار بعد انقطاع استمر ثلاث سنوات.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أعلن في وقت سابق عن موعد الجولة المقبلة، مشيرًا إلى أن موسكو ستقدم خلالها مذكرة رسمية تتضمن رؤيتها الخاصة للحل السياسي، وهي خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس رغبة روسية في “تثبيت خطوط تفاوضية جديدة” قد تشمل ترتيبات أمنية وإدارية في المناطق المتنازع عليها.
ومنذ اندلاع الحرب، حاولت أنقرة أكثر من مرة لعب دور الوسيط، وسبق أن استضافت محادثات في إسطنبول وأنطاليا دون أن تحقق اختراقًا حاسمًا، إلا أن التطورات الإقليمية والدولية، والتغيرات في مواقف بعض الأطراف الدولية، تُضفي أهمية إضافية على هذه الجولة الجديدة، التي يُنظر إليها على أنها اختبار حقيقي لإمكانية التوصل إلى تسوية تُرضي الطرفين.
وتحظى الوساطة التركية بدعم دولي حذر، لا سيما من الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، فيما تُبقي واشنطن وبروكسل على مواقف متماسكة تجاه دعم أوكرانيا، مع الترقب لأي تحولات قد تطرأ على موقف موسكو من شروط وقف إطلاق النار.
وتأمل أنقرة أن تسفر هذه الجولة عن خطوات أولية نحو تهدئة ميدانية، وفتح مسارات لحلول تدريجية تتناول ملفات حساسة مثل تبادل الأسرى، وضمان ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وترتيبات أمنية في خطوط التماس.
وتبقى الأنظار شاخصة نحو إسطنبول، حيث سيلتقي الطرفان تحت مظلة تركية، في محاولة جديدة لفتح نافذة على سلام طال انتظاره، وسط صراع أرهق الجانبين، وزاد من تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.