الدحبشة …أسلوب حياة

رشا فريد

كلمة “دحباش” أو “دحباشي ” مصطلح تم تداوله بعد اجتياح الجنوب في 94م ,أطلقه أهل عدن ومن بعدهم جميع الجنوبيين على أي وافد من الجمهورية العربية اليمنية .. فما معناه وما المقصود به ومن اين جاءت تلك الكلمة …وهل لها أصل في اللغة العربية !

على مر العصور فان الجنوب قد استعمر من قبل عدة قوى خارجية ولم يسبق لقوى دخيلة أن سعت لتغيير هويته واذلال شعبه كما عملت عليه حكومة الاحتلال اليمني … بل وامعانا في الاذلال فقد جعلوا الشعب يجري بعد قوت يومه .وتم تكريس الجهل وجميع السلوكيات الملتوية والمنحرفة ..

دحباش! شخصية في مسلسل شمالي قام بدوره الممثل آدم سيف .تم تمثيله في مطلع التسعينيات.

في أحداث المسلسل كان دحباش انسان فوضوي وعشوائي ومحتال …لا يلتزم بأي قواعد ويتحايل للوصول إلى أغراضه بطرق مختلفة و غير شرعية ..لا يحلل ولا يحرم ..  نراه تارة عاشقا ونراه تارة بائعا ونراه تارة مغنيا …

وقد أطلق الجنوبيين بعد ذلك اسم دحباشي على كل شخص أتى من خارج حدود الجنوب …وأصبح اللفظ متداولاً بكثرة لدرجة ان سألت أحدهم وكان اصله من الشمال من أين انت فيجيب .أنا “دحباشي ”

فهل كلمة دحباشي بمعناها الواسع تعتبر إهانة ام انها فقط تعبيرا عن سلوك معين لم يتعود عليه اهل الجنوب سابقا ولم يعهدوه إلا إبان عهد الاحتلال اليمني .

يقول لغويون إن أصل الكلمة “دحب / يدحب / دحبا ” يعني في اللغة الالتواء والتماهي ..ولا نجد هذا المعنى بعيداً عن المقصود بكلمة دحباشي … فالدحبشةُ سلوك ملتوٍ غير سوي للتماشي مع الظروف المختلفة ..فالمتدحبش لا يهمه العواقب ولا يهتم بقوانين أو مبادئ إنسانية أو دينية .. انسان لا يمت للإنسانية بصلة .

فهل يكون المتدحبش شمالي فقط أو ان الجنوبيين قد تدحبشوا أيضا .. فالدحبشة سلوك و ممارسات قبل أن تكون صفة على كل وافد من خارج الحدود الجنوبية ..الدحبشة مرض ووباء يجب استئصاله وتدمير جذوره الضارة التي فتكت بالوطن والمواطن …وللأسف مؤخراً أصابت عدوى الدحبشة الكثير من الجنوبيين الذين كان النظام في الدولة لا يسمح بأي سلوكيات تضر بالمصالح العامة …فنجد الدحبشة في المواصلات وأماكن العمل والأسواق والمطاعم و غيرها تحيطنا من كل مكان وتزعج المواطن الجنوبي الذي تربى على نظام الدولة واحترام القوانين والأنظمة …ومن جانب آخر فالكثيرون أصبحوا يتخذونها كأسلوب حياة بعد انعدام القوانين وفي وضع اللادولة الذي نعيش فيه حالياً وعدم وجود رادع أو حسيب أو رقيب ..

لكن من المؤكد أنه متى ما عاد النظام والاستقرار للوطن وحكم الدولة الرشيدة فإن جميع هذه الممارسات سوف تنتهي وسوف ينصاع الجميع للقانون والنظام .