اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

ذكرى نوفمبر واستقلال الجنوب الثاني من الاحتلال اليمني

كتب/صالح الضالعي

30 نوفمبر ليس مجرد شهرٍ في تقويم الأيام، بل هو ذاكرةٌ متقدة في وجدان الجنوب، يطل علينا كل عام ليذكّرنا أن الحرية لا تُنال إلا بالتضحيات، وأن الاستقلال لا يُكتب إلا بدماء الأبطال وصبر الشعوب.

الجنوب بين احتلالين
عرف الجنوب مرارة الاستعمار الأجنبي، ثم ذاق مرارة الاحتلال اليمني الذي حاول أن يطمس الهوية ويكسر الإرادة. لكن الجنوب ظل شامخًا، يرفض الذوبان، ويقاوم بكل أشكال النضال حتى بزغ فجر الاستقلال الثاني، ليعلن أن إرادة الشعوب أقوى من كل قيد، وأن الهوية لا تُمحى مهما طال الليل.

في 30 نوفمبر، تتجدد الذاكرة، وتعود صور الشهداء الذين ارتوت الأرض بدمائهم، لتزهر حريةً وكرامة. إنه شهرٌ يختزن في طياته معنى الولادة الثانية للجنوب، ولادةً من رحم المعاناة، وصرخةً في وجه الظلم، وبشارةً بأن الجنوب سيظل حرًا مهما تكاثرت العواصف.

الاستقلال الثاني ليس نهاية الطريق، بل هو بداية عهدٍ جديد، عهد بناء الدولة، وترسيخ الهوية، وصون التضحيات. هو مسؤولية جيلٍ كامل أن يحافظ على ما تحقق، وأن يكتب فصول المستقبل بوعيٍ وإصرار، حتى لا تضيع دماء الشهداء ولا تذبل أحلام الأحرار.

نوفمبر هو قصيدة الجنوب التي لا تنتهي، هو وعد الحرية المتجدد، هو صوت الأرض وهي تقول: لقد تحررت مرتين، وسأظل حرةً أبد الدهر.

زر الذهاب إلى الأعلى