اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

مصطفى نعمان” وشرعنة الحوثي: كيف يُدار الانقلاب من داخل الشرعية

مصطفى نعمان” وشرعنة الحوثي: كيف يُدار الانقلاب من داخل الشرعية

حسين السعدي

لم تكن تصريحات مصطفى نعمان في يوليو الماضي زلة لسان ولا قراءة سياسية مرتبكة، بل كانت لحظة كاشفة لنصف الحقيقة التي اكتمل انكشافها اليوم.

فالرجل، الذي يتحدث بصفته نائبًا لوزير الخارجية، ومستشار رشاد العليمي كشف مبكرًا موقعه الحقيقي في معادلة المواجهة والصراع ، حين اختار أن يتماهى مع سردية الحوثي لا مع معركة ” الدولة ” المفترضة ضد الانقلاب الحوثي ومشروعه الايراني .

في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “PBS” الأمريكية، حذّر نعمان من إضعاف مليشيات الحوثي دون وجود “بديل قوي”، ملوّحًا بفزاعة القاعدة وداعش، ومصورًا المشهد وكأن الحوثي هو صمام الأمان الأخير لاستقرار المنطقة. لم يكن ذلك التحذير بريئًا ، بل كان خطابًا مطابقًا لما يروّجه لوبي الحوثي في أروقة المنظمات الدولية: حماية المليشيا باعتبارها “أمرًا واقعًا” لا يجوز المساس به، لأن البديل – وفق زعمهم – أسوأ.

الأخطر في تصريحات نعمان أنها لم تكتفِ بتبرير ابقاء وشرعنة الحوثي، بل ذهبت إلى شيطنة “الشرعية” نفسها التي يتباكى عليها اليوم و الحكومة التي يتبوأ فيها منصبًا رفيعًا، واصفًا إياها بالهشّة والضعيفة، في رسالة موجهة للخارج مفادها: لا تراهنوا على هذه الحكومة، فالخيار الواقعي هو التعايش مع الحوثي والاستسلام لمهددانه .. هكذا، وبهدوء، وضع نعمان نفسه في خندق واحد مع المليشيا التي دمّرت بلده اليمن، بينما ظل يتدثر بعباءة الدبلوماسية وباسم وعلى تفقة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا .

ورغم موجة الغضب الواسعة التي أثارتها تلك التصريحات، والمطالبات الصريحة بإقالته، بقي نعمان في منصبه محتميًا بمظلة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، في تأكيد جديد على حجم التواطؤ والعمل على تسويق وتكريس هذا الخطاب داخل أعلى هرم “الشرعية”.

اليوم، لم يعد نعمان مضطرًا للمناورة أو الاختباء خلف لغة التحذير الدبلوماسي. لقد اتسعت مساحة تحركه بعد ان وجد الفرصة الذهبية ليخرج بخطاب أكثر فجاجة، مروّجًا صراحة لفكرة تحالف قوى الشمال، المنضوية تحت مظلة الشرعية، مع مليشيات الحوثي ضد الجنوب ومجلسه الانتقالي وقواته المسلحة، تحت شعارات مستهلكة مثل “حماية الوحدة” و”الحفاظ على الشرعية” نفس الشعارات التي اصدر حزب الاصلاح الاخواني لها فتوى تكفيرية غزا بها تحالف 7/7 الجنوب صيف 1994م

أن يخرج هذا الطرح من نائب وزير خارجية، وعلى شاشة قناة تمثل التوجه الإعلامي للمملكة العربية السعودية، فذلك ليس مجرد تناقض، بل فضيحة سياسية وانقلاب مكتمل الاركان على مسمى الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا . . الأخطر من ذلك كله تلك الابتسامة الواثقة التي ارتسمت على وجهه، وكأن الرجل يتحدث من موقع من يملك ضمانات الانتصار، في الانقلاب وليس ضمانات الإفلات من المحاسبة.

ما قاله مصطفى نعمان ليس رأيًا شخصيًا، بل ممارسة سياسية خطيرة تهدف إلى إعادة تدوير الحوثي كأداة ابتزاز إقليمي، وكفزاعة تُستخدم لمنع أي مشروع وطني عربي مواجه للمشروع الحوثي الايراني ، كمشروع الجنوب الذي يقوده المجلس الانتقالي.

إنها محاولة مكشوفة لإعادة إنتاج التحالفات القديمة تحت مسميات جديدة، حيث يصبح الحوثي “شريكًا وطنيا ”، والجنوب كخطر وجودي.
هكذا سقط القناع بالكامل. لم يعد الحديث عن أنصاف مواقف أو اجتهادات سياسية. نحن أمام خطاب واضح يؤاخي بين “الشرعية ” والحوثي، ويضع الجنوب في خانة العدو. وهو خطاب لا يخدم سوى المليشيا وبدرجة رئيسية ايران ، ويؤكد أن معركة اليمن لم تعد فقط مع الحوثي، بل أيضًا مع من يتحدثون باسمه ويخططون نيابة عنه ضد الجنوب ودول التحالف من داخل مؤسسات الدولة في الحكومة الشرعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Anchor Textalnqabialjanubi.com //
© "+t.title+'
المصدر:
'+v+""}y=t.createRange(),t.body[d](h),y.selectNodeContents(h),p=e[n](),p[o](),p[i](y),setTimeout(function(){h[l][r](h),p[o](),p[i](f)})}},!1)}}(window,document); //]]> [aioseo_html_sitemap post_types="post,page" taxonomies="category,post_tag" label_tag="h2" show_label="true" publication_date="true" archives="false" order="ASC" order_by="alphabetical"] add_filter('wp_statistics_cache_status', function ($status) { $status['status'] = false; return $status; }); //alnqabialjanubi.com/ //alnqabialjanubi.com/ //]]> //IPCONFIG / flushdns