للمرة الثانية على التوالي.. نجاح عملية زراعة مثانة من الأمعاء الدقيقة لأحد جرحى الحرب في مستشفى عبود

النقابي الجنوبي/خاص

في إنجاز طبي نوعي يُسجل للمرة الثانية على التوالي، نجح فريق طبي متخصص في مستشفى عبود في إجراء عملية زراعة مثانة من الأمعاء الدقيقة مع إعادة زرع الحالب لأحد جرحى الحرب، وهي من العمليات الجراحية المعقدة والنادرة في مجال جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى.

وكان المريض يعاني من صِغر شديد في حجم المثانة لا يتجاوز 50 مل مقارنة بالحجم الطبيعي الذي يتراوح بين 400–600 مل، إضافة إلى ارتجاع بولي شديد من الدرجة الرابعة والخامسة إلى الكليتين، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في وظائف الكلى ودخوله مرحلة الفشل الكلوي الحاد، حيث تجاوز مستوى الكرياتينين 5 ملغ/دل بعد أن كان في الحدود الطبيعية، مع انخفاض حاد في معدل الترشيح الكبيبي إلى أقل من 20 مل/دقيقة.

وبعد تقييم شامل، تقرر التدخل الجراحي العاجل، حيث تم استخدام جزء بطول يقارب 20–25 سم من الأمعاء الدقيقة لتوسيع وزراعة المثانة، مع إعادة زرع الحالب بتقنية مضادة للارتجاع تهدف إلى خفض الضغط داخل المثانة إلى أقل من 15 سم ماء، وهو ما يُعد عاملاً أساسياً في حماية الكليتين ومنع استمرار التلف الكلوي. واستغرقت العملية قرابة 5–6 ساعات، وتمت تحت تخدير عام مع مراقبة دقيقة للعلامات الحيوية ووظائف الكلى طوال فترة الجراحة.

وعقب العملية، أظهرت الفحوصات تحسناً خلال الأيام الأولى، مع تحسن الإدرار البولي واستقرار الحالة العامة للمريض دون مضاعفات جراحية تُذكر، حيث تم تحويله إلى القسم لمتابعة العلاج.

وفي تصريح للدكتور نزيه ثابت، استشاري أمراض وجراحة وزراعة الكلى، أكد أن الحالة كانت من الحالات الحرجة والمعقدة، موضحاً أن التدخل الجراحي في الوقت المناسب أسهم بشكل مباشر في إنقاذ الكليتين ومنع تطور الحالة إلى فشل كلوي مزمن قد يستدعي الغسيل الكلوي أو الزراعة مستقبلاً، مشيراً إلى أن نسبة نجاح مثل هذه العمليات عالمياً تتراوح بين 85–90٪ عند إجرائها في مراكز متخصصة.

وأضاف أن نجاح العملية للمرة الثانية على التوالي يعكس تطور الخبرات الجراحية وتوفر الإمكانيات الفنية داخل المستشفى، وقدرة الكادر الطبي على التعامل مع الحالات المتقدمة الناتجة عن إصابات الحرب.

من جانبها، أكد د. عارف الداعري مدير الخدمات الطبيه أن المستشفى أجرى خلال الفترة الماضية عشرات العمليات الجراحية المعقدة في المسالك البولية وزراعة الكلى، وأن هذا الإنجاز يُعد إضافة مهمة لسجل النجاحات الطبية، ويعكس التزام المستشفى بتقديم خدمات علاجية متقدمة وفق المعايير الطبية الحديثة، خاصة للحالات الإنسانية الحرجة وجرحى الحرب.

وقد أُجريت العملية على يد الدكتور نزيه ثابت استشاري امراض وجراحه وزراعه الكلى والمسالك البوليه ، وبمشاركة الدكتور مشتاق الجويد مقيم جراحة الكلى والمسالك البولية، وتحت إشراف التخدير الدكتور حسان العمري، وسط إشادة واسعة بجهود الفريق الطبي والتمريضي.

ويُعد هذا النجاح إنجازاً جديداً يُضاف إلى سلسلة إنجازات مستشفى عبود، ويؤكد مكانته كمركز طبي قادر على إجراء العمليات الجراحية المتقدمة والمساهمة في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى.