الرويشان يبكي… لكنه لا يرى الحوثي، ولا يسمع الجنوب!

هشام صويلح
يكتب خالد الرويشان نصًّا يذرف فيه دموع محمد سالم باسندوة على “وحدة اليمن”، وكأن الخطر لا يداهم البلاد إلا حين يطالب الجنوب بحقه—لا حين يُطيح الحوثي بالجمهورية، ويُعيد الإمامة، ويحوّل الدولة إلى ولاية طائفية!
فأين كان هذا الصوت المكسور حين سُلّمت صنعاء بلا مقاومة؟
وأين كان “الغضب الوطني” حين حوّل الحوثي جيش الدولة—الذي يفتخر به الرويشان—إلى مليشيا، والقضاء إلى سلطة دينية، والمدارس إلى معسكرات تجنيد؟
لماذا لا ينكسر صوت باسندوة إلا حين يسمع عن مطالب جنوبيّة، بينما يظلّ صامتًا أمام اختفاء المعارضين في زنازين صنعاء، وخطب عبدالملك الحوثي التي تلغي الجمهورية من جذورها؟
الحقيقة أن خطاب الرويشان لا يدافع عن العدالة، ولا عن الشعوب، بل يدافع عن وحدة لم تكن يومًا وحدة مواطنة، بل وحدة احتكار: وحدة سمحت للشمال أن يحكم، وللجنوب أن يُهمّش. وحدة قُصفت عدن باسمها عام 1994، ثم سُلّمت عام 2015 لميليشيات إيرانية باسم “استعادتها”!
والغريب أن باسندوة—الذي “لا يعرف هل هو جنوبي أم شمالي” بحسب زعم الراوي—يبدو كأنه ينسى أن نصف البلاد لم يُسأل قطّ إن كان يريد هذه الوحدة أصلاً. فهل الوحدة وطن، أم عقد استسلام وُقّع على ظهر الجنوب؟
الجنوب لم يُفكّك اليمن. بل رفض أن يُضحّي بكرامته من أجل وحدة لم تعترف به، ولم تُنصفه، ولم تُبقِ له سوى ذكريات النفي والنهب والقمع.
ومن يبكي اليوم على “تضحيات سبعين عامًا”، عليه أن يسأل بصدق:
لمن كانت هذه التضحيات؟ ولمن كانت المكاسب؟
العدالة ليست تفتيتًا. والحرية ليست خيانة.
والمطالبة بحقٍ تاريخي ليست تهديدًا—بل استجابة طبيعية لإنكار دام عقودًا.
فليشهد باسندوة والرويشان أن من يُجرّم الجنوب لأنه يطالب بالعدالة،
لا يدافع عن شعب، بل عن سلطة قامت على إنكار الجنوب.