اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

انتهى زمن الأكاذيب… الجنوب يرسم خرائطه بيده

كتب / رائد عفيف

منذ عقود، لم تكن معركة الجنوب مع البنادق وحدها، بل مع الكلمات ايضا. كلمات صيغت بعناية لتتحول الى سلاح اشد فتكا من الرصاص، سلاح يزرع الشك ويصنع الوصمة، ويراد به ان يسلب الجنوب هويته وثرواته.

من الكفر الى الداعشنة… الى التهويد

ولكي يبرروا كل مرحلة من مراحل استهداف الجنوب، لجأوا الى تغيير الاقنعة وتبديل التوصيفات:
– 1994: حين ارادوا اسكات صوت الجنوب، لم يجدوا سوى تكفيره. جعلوا من ابنائه “كفارا” في نظرهم، ليبرروا الحرب والنهب.
– 2015: وحين عجزوا عن كسر الارادة، البسوا الجنوب ثوب “داعش”، وصار كل مقاوم عندهم “ارهابيا”.
– 2025: واليوم، يطلون بمصطلحات جديدة، يرمون ابناء الجنوب بـ”اليهودنة”، في محاولة لتشويه الهوية وضرب الانتماء.

قاموس التشويه

ولم يقتصر الامر على تلك السنوات، بل امتد الى قاموس اعلامي كامل، اغرقوا به الساحة بسيل من الاوصاف:
– شيوعيون
– مرتدون
– مرتزقة
– انفصاليون
– دواعش
– صومال
– هنود
– بقايا الاحتلال البريطاني

كلها ليست سوى اقنعة مختلفة لغاية واحدة: الاستيلاء على ثروات الجنوب وتهميش شعبه.

الحقيقة التي لا تطمس

ورغم هذا القاموس المليء بالتشويه، فان الحقيقة ابسط واوضح: الجنوب ليس “عبيدا”، وليس “مرتزقة”، بل هو شعب حي، يكتب تاريخه بدماء شهدائه وصمود ابنائه. شعب الجنوب عاشركم اكثر من 35 سنة وعرف كل عيبكم وكذبكم، فالشمال تحكمه لصوص وقراصنة. كل وصف يطلق عليهم يكشف اكثر عن خوف من قوة الجنوب، لا عن ضعف فيه.

الجنوب اليوم… توحدوا على الارض

ورغم كل هذه الحملات، اثبت الجنوب انه اكبر من المصطلحات واقوى من المؤامرات. اليوم، توحد ابناء الجنوب على الارض، يجمعهم هدف واحد وهو حماية ارضهم وصون هويتهم واستعادة حقوقهم. هذا التوحد ليس شعارا، بل واقعا يترجم في الميدان، حيث تتلاقى الارادة الشعبية مع الفعل المقاوم لتكتب فصلا جديدا من تاريخ الجنوب.

انتهاء زمن البيانات… وبدء زمن الخرائط

لقد انتهى زمن البيانات المكررة والانشائية التي تلقى في الهواء بلا اثر. اليوم بدأ زمن الخرائط، زمن رسم المسار على الارض، حيث تتحول الكلمات الى خطوط واضحة، والوعود الى مواقع محددة، والخيال الى جغرافيا واقعية. الجنوب لم يعد يكتب بيانات، بل يرسم خرائط المستقبل بدماء ابنائه وارادتهم الصلبة.

الخلاصة

دعوهم يواصلون توزيع الالقاب، فكل لقب جديد هو شهادة اضافية على انهم عاجزون امام ارادة الجنوب. اما نحن، فلدينا ما هو اهم: ارض، هوية، وحق لا يسلب، وزمن جديد يكتب بالخرائط لا بالبيانات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى