العليمي.. رئيس بلا ارض.. والارياني وزير اعلام بلا وكالة

العليمي.. رئيس بلا ارض.. والارياني وزير اعلام بلا وكالة
صالح الضالعي
في زمنٍ تتكاثر فيه الأزمات وتتشابك فيه الخيوط، يطلّ علينا اسمان يترددان في الساحة اليمنية: معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في حكومة مشردة ، ورشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي،رئيس بلا ارض، كلاهما يرفع شعارات الوطنية، لكن الواقع يشي بغير ذلك؛ إذ تتكاثر حولهما الاتهامات بممارسة الفساد والعبث بالدعم اللامحدود المقدم من الخارج، وبالعجز عن صياغة رؤية تحررية، تحرر محافظاتهم من ظلم وبطش الكهنوت
ومعمرالإرياني يقولون عنه بانه صوتٌ يتلاشى في ضجيج الحرب، اذ سخر كل الامكانيات المتاحة لمهاجمة شعب الجنوب وقيادته السياسية، لرد جميلهم كونهم اوه واكلوه والبسوه البنطال، وعلموه كيف يشرب فنجان القهوة بعد ان كان يرضعها في مصاصة
يظهر الإرياني في الإعلام كمن يحاول طمأنة الناس، نافياً الشائعات ومؤكداً أن الأمور تحت السيطرة.. هكذا اعتاد الناس لسماع صوته الذي يبدو هشاً، وأقرب إلى صدى يتردد في فراغ، إذ لا يملك أدوات التأثير الحقيقية على الأرض،اي فنش
شبهه نقاد يمنيون منهم وفيهم بانه كمثل شاعرٍ بلا قصيدة يكرر الكلمات دون أن يغيّر الواقع، ويكتفي بالتصريحات التي لاتتجاوز حدود الورق.
والعليمي رشاد معذورا كونه رئيس بلا ملامح واضحة، اذ ان صعوده إلى رئاسة المجلس الرئاسي كانت عجائب الدنيا،وربما ان دعاء والدته صادفت ليلة القدر،ياارضي كوني بردا وسلاما على صلعته الفاقعة التي هى بحاجة الى زراعة الشعر لتجميلها
لقد ارتضى رشاد العليمي بان يكون مجرد واجهة سياسية، وفقاعة صابونية، ودمية بيد جماعة لاترقب في الله الا ولا ذمّة، لقد ارتهنت قراراته بدعم الاخونجية،وهنا كانت الضربة الموجعة التي لم يفق منها بعد
في المشهد الأدبي، يمكن تصوير العليمي كـ”قائد يمشي في الظل، يفتقر إلى الكاريزما التي تصنع القادة، ويغيب عنه المشروع الوطني الذي يلمّ شتات اهله باليمن بعد شتاتهم
يراه الكثيرون بانه شخصية تتحدث كثيراً عن الإصلاح، لكنها لا تقدم سوى وعود مؤجلة، أشبه بكتابٍ لم يُكتب بعد، يتحدث عن الاصلاحات وهو اول من مارس الفساد وعاث فيه حد الثمالة، وماتعييناته وقراراته الا شاهد عيان على افعاله غير السوية التي اوصلت المواطن الى حافة الهاوية وبطريقته الممنهجة التي ادارها اخونجيون بلحى عرابدة
في النهاية، يظهر الإرياني والعليمي كوجهين لعملة واحدة.. خطابٌ بلا فعل، ووعود بلا وفاء، وبذلك النقد الأدبي يضعهما في خانة الرموز التي لم ترتق إلى مستوى التحدي، بل اكتفت بالوجود في المشهد دون أن تصنع فارقاً ولو ورقيا كونهما ابطال من ورق
اليمن، الذي ينزف منذ سنوات، يحتاج إلى قادة يكتبون قصيدة الفعل لا قصيدة الكلام، ويقودون السفينة لا يكتفون بالجلوس على شاطئها، لكنها الأقدار كنبت عليهم بسبب ظلمهم للجنوبيين، وماربك بظلام للعبيد