اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

بين الصادق والمتسلق: حماية مشروع الدولة مسؤولية عاجلة

🪡عبدالفتاح السقلدي

في هذا المشهد المعقّد، تقع على القيادة الوطنية مسؤولية واضحة: تمييز من يعمل من أجل الوطن، ومن يعمل لمصلحته فقط.
ليس كل من يرفع العلم صادقًا، ولا كل من يحيط نفسه بالصور يستحق الثقة.

الخطر الحقيقي لا يأتي من الخصوم الظاهرين، بل من المتسلقين الذين يختبئون داخل الصفوف، يعملون بهدوء على تعطيل المؤسسات، تفريغ المشاريع من محتواها، وإرباك القرارات، بينما يبتسمون للكاميرات ويرددون الشعارات.

حماية المرحلة تتطلب إجراءات صارمة وفورية ضد أي من يحاول اختطاف المشروع أو إثبات فشل الدولة عبر تعطيل مؤسساتها.
التاريخ مليء بأمثلة لثورات أُنهكت من الداخل، ليس بأعدائها، بل بأولئك الذين تسللوا إليها وهم يرفعون شعاراتها.

الدولة لا تُبنى بالواجهات، ولا تُحمى بالمجاملات، ولا تُستقيم بإعادة تدوير وجوه لم تؤمن يومًا إلا بنفسها. التساهل مع المتسلقين ليس حيادًا، بل ثغرة قاتلة، وكل ثغرة تدفع ثمنها المؤسسات والشعب والمستقبل.

المرحلة اليوم لا تحتمل المجاملة:
إما حماية المشروع بوضوح وحزم، أو تركه رهينة لمن يبدّل ثوبه مع كل مرحلة ويبحث عن مكانه لا عن مكان الوطن.
القادة مطالبون بالقرار الصائب الآن، قبل أن تتحوّل الثغرات إلى أزمات لا يمكن إصلاحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى