اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

ناصر العبيدي يكتب “رجل دولة في زمن حرب قذرة”

ناصر العبيدي

يمر الجنوب العربي بلحظة تاريخية فارقة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا المشاريع الصغيرة التي جُرّبت سابقًا وأثبتت فشلها. وفي هذا السياق يبرز الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بوصفه رجل دولة يؤمن بأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، لا عبر حلول يمننة ضيقة عانى منها شعب الجنوب طويلًا.

تعلّمنا الأيام أن المواقف الصلبة لا تصنعها الظروف السهلة، بل تُولد من رحم المعاناة. فالصبر والنضال والمثابرة والصمود هي ما يصنع القادة في لحظات الاحتلال والحروب القذرة. ومن يراقب المشهد يدرك أن الجنوب يواجه صراعات إقليمية ومكايدات سياسية معقدة، ومع ذلك يواصل الزبيدي السير بثبات نحو هدف نبيل يتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المغتصبة، مستندًا إلى دبلوماسية مرنة وشجاعة صادقة في آن واحد.

لقد جاء عيدروس الزبيدي من الخنادق، لا من الصدف، وفي توقيت بالغ الصعوبة، لما يمتلكه من قدرة على قيادة مشروع وطني واضح المعالم. ويؤمن الشعب الجنوبي أن حقه في التحرر لا يقل عن حقوق بقية الشعوب التي عانت الاحتلال، وهو ما يجعل الثقة بالقيادة ضرورة لا خيارًا.

وتُعد انتصارات القوات المسلحة الجنوبية خطوة لتصحيح مسار الشراكة، وتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض، وإنهاء الاحتلال ونهب الثروات، وصولًا إلى الاستقلال الثاني للجنوب العربي. ففي هذه المرحلة تُدار المعركة بيد تفاوض، ويد تدافع، ويد تبني، وهو أخطر أشكال الصراع.

إن الزبيدي لا يناشد بل يطالب، ولا يستجدي بل يحذر، وقد استوعب دروس الماضي وتعلم من أخطاءه. وبرغم حرب الخدمات والضغوط المفتعلة، فإن شعب الجنوب ماضٍ في نضاله حتى استعادة دولته المنشودة.

وسيظل الجنوب حرًا أبيًا، وفيًا لتضحيات شهداءه، عصيًا على الانكسار.

ناصر العبيدي

زر الذهاب إلى الأعلى