الكازمي يكتب: الانتقالي يتمم مؤسساته بإنشاء هيئة الإفتاء

أحمد بن جمال الكازمي
الناظر بعمق سيجد أن الكثير من الخطوات التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تُنبأ عن سياسة حكيمة، وتُظهر الشعور بالمسؤولية!
ففي ليلة البارحة أصدر القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، وعضو مجلس الرئاسة قرارًا: بتشكيل اللجان التحضيرية لإنشاء هيئة الإفتاء الجنوبية.
ولم يصدر هذا القرار من عبث، ولا كردة فاعل لواقع معين، بل جاء ليواكب متطلبات المرحلة، بتشكيل مرجعية شرعية في الجنوب بعد سيطرة القوات الجنوبية على سائر محافظات الجنوب.
وممَّا يُحسب للمجلس الانتقالي وقيادته: اختيار التوقيت المناسب لإنشاء هيئة الإفتاء الجنوبية!
حيث أن المجلس الانتقالي لم يستعجل في ذلك، ولم يوقع أهل العلم والفضل في مواجهة واقع غير منضبط!
ولم يضعهم في مواجهة انقسامات داخل السلطة، قد تؤثر على تفككهم وانقسامهم.
ولم يضعهم في مواجهة الجهات الأخرى التي تواجه المجلس، ولم يستخرج منهم الفتاوى في بعض حروبه.
بل ترك أهل العلم بعيدين عن تجاذبات السياسة، وما يتبعها من المناوشات العسكرية.
وهذا كله يدل على استشعار المسؤولية الأخلاقية لدى قيادة المجلس الانتقالي، حيث حافظت على أهل العلم والفتوى، حتى تبقى منزلهم في قلوب الناس مستقرة!
بخلاف ما فعلته بعض الأحزاب والجهات الأخرى، الذين جعلوا أهل العلم في واجهة الأحداث، واستخرجوا منهم الفتاوى في خصومات سياسية، وفتن غير منضبطة.
حتى صارت بعض فتاويهم عار عليهم، وسبب لابتذال الناس لهم.
لكن قيادة المجلس الانتقالي تحاشت كل ذلك، ولمَّا جاءت المرحلة الفاصلة، والفترة المناسبة، استدعى المجلس أهل العلم والفضل ليتحملوا اماناتهم، وليقوموا بمسؤلياتهم، بعد أن طُرح بين أيديهم واقع جديد، يقتضي تدخلهم حتى يضعوا لمساتهم في رسم الصورة البهية لهذا الواقع الجديد، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى!
ثم إن هذا القرار تضمن اختيار شخصيات مرموقة، ستكون إن شاء الله جديرة بتحمل هذه المسؤولية الثقيلة.
سواء من رئيس وأعضاء اللجنة العليا الممثلة بشخصيات إدارية وازنة.
أو من اللجنة التنفيذية المكونة من كوادر نشيطة ومتوازنة، وجديرة بتحمل هذه الأمانة.
فنسأل الله تعالى أن يوفق قيادتنا لكل خير!
وأن يسدد هذه اللجان في مهامها ومسؤلياتها!