باحثون صينيون يطورون طلاءً رقيقاً يجعل رصد الطائرات مهمة أصعب بكثير

النقابي الجنوبي/خاص
كشف فريق من الباحثين الصينيين عن طلاء جديد قادر على تقليل قدرة الرادار على اكتشاف الطائرات المقاتلة بشكل كبير. اللافت أن المادة الأساسية لهذا الطلاء ليست معدناً نادراً أو تقنية خيالية، بل ليفة نباتية عادية جرى تطويرها وتحويلها إلى مركّب متقدم.
بحسب تقرير نشرته صحيفة SCMP، عمل جيش التحرير الشعبي الصيني مع مؤسسة علوم وصناعة الفضاء (CASIC) على ابتكار مادة تمتص الموجات الكهرومغناطيسية بسهولة، ما يعقّد مهمة رصد الطائرات الحديثة بشكل أكبر.
كيف تعمل المادة؟
تبدأ العملية بتجفيف الليفة النباتية وتحويلها إلى كربون، ثم إضافة جزيئات نانوية من أكسيد النيكل والكوبالت لتكوين مركّب يعرف باسم NCO-2، لا يتجاوز سمكه أربعة مليمترات.
وتشير الاختبارات إلى أن هذا الطلاء يقلل الإشارات الرادارية المنعكسة بنحو 700 مرة، حتى عند تعرّضه لإشعاع وارد من الأعلى. وبمعنى أوضح: يمكن تقليص المقطع الراداري لطائرة تقدر بصمتها بـ50 مترًا مربعًا إلى أقل من متر واحد، وهو فارق يجعل اكتشافها عبر الرادارات الفضائية مهمة شديدة الصعوبة.
ماذا يميّز الليفة؟
تقوم الفكرة على شبكة ثلاثية الأبعاد من ألياف السليلوز تتحول أثناء الكربنة إلى بنية خفيفة وموصلة تشبه غابة صغيرة. داخل هذه البنية ترتد الموجات الكهرومغناطيسية عدة مرات قبل أن تُمتص تدريجياً، بينما تتحول الطاقة إلى حرارة عبر فقدان التوصيل. وتُكمل الجزيئات المغناطيسية دورها في تعزيز الامتصاص وتحسين الخصائص العازلة للمادة.
مستوحى من الطبيعة
الطلاء يعتمد على مادة طبيعية ومتوافرة، ما يجعله صديقاً للبيئة وسهل الإنتاج. يقول الفريق البحثي إنهم استخدموا عمليات حرارية مائية، ثم اختبروا أداء المادة باستخدام المحاكاة الهندسية للتحقق من قدرتها على امتصاص الموجات.
ويضيف الباحثون أن التصميم الشبكي للمركّب، إلى جانب التفاعل بين خصائص التوصيل والاستقطاب والخسارة المغناطيسية، يمنح هذه المادة أداءً مناسباً للتطبيقات العسكرية الحديثة، وذلك وفق ما نشره موقع Interesting Engineering.
تأثير محتمل على مستقبل التخفي العسكري
يرى الخبراء أن هذا التطور خطوة مهمة في مجال المواد المشتقة من الكتلة الحيوية القابلة للتطوير، وقد يمهّد لتقنيات تغير أساليب الحرب الجوية والمراقبة في السنوات المقبلة.