اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

إعلان الدولة… الفرصة التي لا تعود للشعب الجنوبي

كتب / رائد عفيف

في لحظة فارقة من تاريخ الجنوب، يقف الشعب أمام منعطف لا يتكرر، حيث تتلاقى التضحيات مع الإرادة الشعبية لتصنع مسارًا جديدًا نحو الحرية والسيادة. لقد أدت القيادة السياسية والعسكرية واجبها في أصعب الظروف، وحملت أرواحها على أكفها دفاعًا عن الأرض والكرامة، واليوم تنتقل المسؤولية إلى الشعب الجنوبي ليكتب بوفائه وتلاحمه صفحة جديدة من تاريخه.

إنها الفرصة التي لا تعود، واللحظة التي يجب أن يسجل فيها أبناء الجنوب موقفًا موحدًا، يعلنون فيه إرادتهم ويؤكدون للعالم أن استعادة الدولة حق مشروع لا يقبل المساومة. فالتاريخ لا يرحم المترددين، والأحداث لا تنتظر الغائبين، ومن يغتنم اللحظة يكتب اسمه في سجل المجد والكرامة.

الشعب يصنع الموقف

لقد أثبتت القيادة أنها على قدر المسؤولية، واليوم الشعب مدعو ليكون السند الحقيقي لها، بالخروج إلى الساحات وإقامة المخيمات الشعبية في كل المحافظات الجنوبية، ليُظهر للعالم أن الجنوب يقف صفًا واحدًا خلف مشروعه الوطني. هذه المخيمات ليست مجرد تجمعات، بل هي رسالة سياسية واضحة للعالم والإقليم بأن إرادة الشعب لا يمكن كسرها، وأنه ماضٍ في طريق استعادة دولته وهويته.

وحدة الصف والإرادة

إن وحدة الصف الجنوبي هي السلاح الأقوى في هذه المرحلة الحساسة. فحين يتحدث الشعب بصوت واحد، لا يستطيع أحد أن يتجاهل مطالبه أو يشكك في شرعيته. اليوم، على كل مواطن أن يدرك أن الفرصة لا تتكرر، وأن التردد أو الانقسام لن يخدم إلا خصوم الجنوب. إن اللحظة التاريخية تتطلب إرادة صلبة، وموقفًا موحدًا، وصوتًا واحدًا يعلن بوضوح: الجنوب دولة وهوية لا تقبل الضياع.

رسالة إلى العالم

إن خروج الشعب الجنوبي اليوم ليس مجرد فعل داخلي، بل هو رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي والدول الإقليمية، بأن الجنوب يقف خلف قيادته السياسية والعسكرية، ويؤيد خطوات المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة، ويطالب بحقوقه المشروعة التي سُلبت منذ عام 1990م. هذه الرسالة ستكتب في التاريخ، وستكون شاهدًا على أن الشعب لم يتخلف عن موعده مع الحرية.

خاتمة

الفرصة لا تعود، والتاريخ لا يرحم المترددين. اليوم، على الشعب الجنوبي أن يكتب تاريخه بإعلان الدولة، وأن يثبت للعالم أنه وفيٌّ لتضحيات جنوده وقيادته، وأنه ماضٍ في طريق الحرية مهما كانت التحديات. إنها لحظة الوفاء، لحظة الوحدة، ولحظة إعلان الإرادة الشعبية التي لا يمكن أن تُكسر.

زر الذهاب إلى الأعلى