تصريحات محافظ حضرموت الجديد تثير غضبًا واسعًا بين أبناء الجنوب

كتب / رائد عفيف
تمر حضرموت اليوم بمرحلة حساسة، حيث لا تزال التهديدات الأمنية والعسكرية تحيط بها من كل اتجاه، فيما دماء الشهداء الجنوبيين لم تجف بعد. وفي ظل هذه الظروف، جاءت تصريحات محافظ حضرموت الجديد لتثير جدلًا واسعًا بين أبناء المحافظة والجنوب عامة، بعدما تحدث عن قوات يزعم أنها قادرة على حماية حضرموت، في وقت يعرف فيه الجميع أن التحرير تحقق بفضل القوات المسلحة الجنوبية، وبمساندة قوات النخبة الحضرمية وأبناء حضرموت الذين كانوا شركاء أساسيين في المعركة.
قمنا بسؤال أحد المواطنين عن رأيه فيما قاله المحافظ، حين أشار بمعنى كلامه إلى أن هناك قوات هي من ستقوم بحماية حضرموت، وأنه يجب أن تعود القوات المسلحة الجنوبية التي جاءت من خارج حضرموت بعد أن دحرت وحررت وادي وصحراء حضرموت، وبمساندة النخبة الحضرمية وأبناء حضرموت، من قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح الإخواني.
رد المواطن قائلاً: أين كانت هذه القوات التي يدّعي المحافظ أنها موجودة في حضرموت؟ ولماذا لم تحرر وادي حضرموت حين كان رازحًا تحت سيطرة تلك المعسكرات؟ نحن لا نشمت ولا نقلل من دور قوات النخبة الحضرمية وأبناء حضرموت، بل نعتز بهم ونفتخر بتضحياتهم، لكن ما تحدث عنه المحافظ في هذه الظروف تصريحات قد تحدث انقسامًا بين أبناء حضرموت والجنوب، وكأنه يتجاهل الدور البطولي الذي قامت به القوات المسلحة الجنوبية والنخبة الحضرمية وبجانبهم أبناء حضرموت الذين التفوا حولهم وساندوهم حتى تحقق النصر.
وأضاف المواطن: ألا يعلم المحافظ أن التهديدات لا تزال قائمة؟ فالعصابات الهاربة لم تُستأصل بعد، والعدو ما زال يتربص باقتحام حضرموت مرة أخرى، وما زالت المخاطر الأمنية والعسكرية تحيط بالمحافظة من كل اتجاه؟ ألا يعلم أن دماء الشهداء الجنوبيين ما زالت لم تجف بعد، وأن أي دعوة لانسحاب القوات الجنوبية في هذا التوقيت تعني إهدار تلك التضحيات؟
ثم تساءل المواطن: ألم يكن الجيش الجنوبي قبل احتلال الجنوب عام 1994م منتشرًا في هذه الأودية والصحاري، يحميها ويصون حدودها؟ وكذلك بعد احتلال الجنوب، ألم تنتشر قوات الجيش اليمني في هذه المواقع نفسها، وهي القوات التي تم دحرها يوم أمس من الوادي؟ إن وجود الجيش الجنوبي اليوم ليس غريبًا ولا طارئًا، بل هو امتداد طبيعي لدوره التاريخي في حماية الأرض والإنسان.
وبفضل التفاف أبناء حضرموت حول نخبتهم الحضرمية، واستقبالهم الحار للقوات المسلحة الجنوبية، تحققت الانتصارات الكبرى التي فرح بها الناس واعتبروها لحظة تاريخية في مسيرة الجنوب. لقد كان دور قوات النخبة الحضرمية وأبناء حضرموت حاسمًا في دعم الجيش الجنوبي، وهو ما جعل التحرير ممكنًا وأعطى المعركة بعدها الشعبي والوطني.
ويجب أن يكون وضع الجيش الجنوبي مثل جيوش العالم كلها: في الحدود والثغور، حيث تُصان السيادة وتُحمى الأرض من أي معتدٍ، فيما أبناء الأرض هم من يديرون شؤون محافظتهم ويثبتون الأمن الداخلي.
تصريحات محافظ حضرموت الأخيرة أثارت موجة غضب واسعة بين أبناء حضرموت والجنوب عامة، الذين اعتبروا أن مثل هذه التصريحات لا تخدم وحدة الصف الجنوبي ولا تحفظ التضحيات التي بُذلت، بل تفتح الباب أمام الانقسام وإعادة إنتاج الخطر من جديد.