ماذا نفهم مما حصل في معركة حضرموت؟

بقلم / روعة جمال
قد نجد بعض التساؤلات فلا نجد لها تفسيرًا غير أن الله إذا قال لشيء “كن” فيكون. سبحان الله العظيم. منذ اتفاق الرياض الذي تضمّن بند انسحاب قوات الشمال من حضرموت وتسليمها للقوات الجنوبية، مرت أربع سنوات من المماطلة والرفض والعِناد. كانت تلك القوات تزرع الخوف في قلوب البعض، وتُظهر نفسها كقوة لا تُهزم، لكن قواتنا الجنوبية كانت لهم بالمرصاد.
صبرنا كثيرًا، وانتظرنا تنفيذ الاتفاق، بينما كان التحالف العربي يختبر صبرنا، ظنًا منه أن الضغط الاقتصادي والجوع قد يلينان عزيمة الشعب. لكن شعب الجنوب أثبت أنه صامدٌ وصابر، رغم كل المتاعب. فكان جزاء الصابرين من ربٍ كريمٍ أن يمنحهم النصر.
وبعد انطلاق موعد التحرير، ماذا كان عمل تلك القوات التي افتخرت بالغرور والكبرياء؟ صدّقوا أكاذيبهم وظنوا أنهم لا يُقهرون، وأن رفضهم لتنفيذ اتفاق الرياض سيرعب الجنوبيين. لكن قواتنا الجنوبية، بعد أن صبروا وأمهلوا، أتوا لاسترجاع حقوقهم بأيديهم. فكانت سيئون وكل حضرموت ملكًا للقوات الجنوبية في ساعات قليلة.
لم يرد الله لهم الخروج من أرض حضرموت مكرمين، بل أراد لهم الذلة والمهانة. وهكذا كان جزاء من صبر أن يجعل عدوه ذليلًا أمامه، مشردًا كسيرًا. لقد كسرنا شوكتهم، وأعاد شعب الجنوب حقه.
إنّ ما حصل في حضرموت هو درسٌ لكل من يراهن على القوة والظلم. فالله يمهل ولا يهمل، والصبر مفتاح النصر. ولن يبقى إلا عز الجنوب وشموخه.