خالد سلمان يكتب.. انهيار ترسانة الحوثي.. والمواجهة تتجه نحو تصفية وجوده بالكامل!

كتب/خالد سلمان
الآتي الأعظم ،دمرنا خلال أسبوعين قدرات الحوثي ، العديد من قادة الحوثيين قتلوا بفعل الضربات ليلاً ونهاراً ،نحن لإنزال في البداية وندمر الحوثيين بسرعة، هذه رؤوس أقلام لآخر تصريحات ترمب ، تقطع الطريق على رهان الحوثي على الصبر الإستراتيجي، ورمي كل الأوراق على عامل الوقت والتعب الأمريكي من إطالة أمد القصف ، وهو ماليس في حساب واشنطن التي دخلت هذه المواجهة بسقف زمني مفتوح ،وبربط لاينقصم بين ملفي إيران والحوثي ، حيث تدمير الثاني مدخلاً لإضعاف خط هجوم الأول ، وإحراق ورقة المناورة على تحسين شروط تنازل إيران عن ملفها النووي ومنظومتها الصاروخية ، وتصفية ذيول تواجدها الإقليمي.
إيران تخسر مراكز ثقلها الجيوسياسي ،وتنتقل من التبجح بالسيطرة على العواصم الأربع إلى التمسك بما تبقى لها من حطام مليشاوي في اليمن، تراقب تدميره وأكله بالشوكة والسكين ،دون أن تتجرأ على مد يد العون أو ضخ امكانيات الصمود لمفاصله العسكرية المتهالكة، بعد أن زأر ترامب في وجه خامنئي ،معتبراً كل طلقة حوثية هي في التقدير الأمريكي قادمة من ايران ،وعليها أن تتشارك طهران وصنعاء بسداد الثمن.
من يراقب مجسم الضربات وتوسع نطاقها ،يكتشف إن المواجهة تتخطى تقليم أظافر أو إحتواء الخطر إلى إنهاء الحوثي بالأضعاف حد إعدام كل قدراته ، وبتجهيز القوى المحلية لخوض المرحلة الثانية ،والمتزامنة بتصفية وجوده الميداني على الأرض، وإدخال مأرب ضمن بنك الأهداف الأمريكية يعزز الإستنتاج بشمولية الإضعاف الممنهج ،وصولاً نحو خطة الزحف نحو مواقع سيطرات الحوثي وحتى صنعاء.
القناة الإسرائيلية ال12 نقلاً عن مصادر إستخبارية أكدت حقيقة الدمار المهول الذي أحدثته الضربات الأمريكية بترسانات الحوثي العسكرية ،حد القول بأن مابقي له من صواريخ لا تتجاوز بضع عشرات.
الحوثي معركته الآن في الداخل هي الحفاظ على أكبر قدر من التماسك الداخلي لصفوفه ، وإخفاء خسائره بالعتاد والقيادات بمستوييهما السياسي والعسكري ، وصولاً إلى إستحداث قوانيين إرهابية لتجريم كل حراك شعبي محتمل، وإحالته إلى التهمة الجاهزة بالتخابر مع العدو وتنفيذ الإعدامات الميدانية.
لاشيء إعجازي سيحدث ويحول دون حتمية سقوط الحوثي ، فالمنطقة مدرجة على قوائم أجندة ترتيب أوضاع المنطقة ، بشراكة سعودية خليجية ، ومقايضة ملفات مع روسيا والصين ،تجعل خارطة الشرق الأوسط أقل انزلاقاً نحو الحروب الإقليمية بتجريد ايران من ترسانتها الصاروخية ،ومنعها من إمتلاك سلاح الردع الإستراتيجي النووي ، وتصفية مابقي لها من وكلاء آخرهم ذراعها في اليمن.
لم يعد السؤال هل سيغادر الحوثي السلطة قهراً وبقوة السلاح ، بل ماذا بعد الرحيل ، وأي يمن يريده الفرقاء ، وهل النضج السياسي للاعبين المحليين ستحول دون السقوط في معارك الصراع على طبيعة الحكم القادم ، وحرب المشاريع، أم إن تسوية الأرضية السياسية ، هي في طور الإنجاز بضمانات دولية ،قبل وضع نقطة السطر الأخير في عمر حكم الحوثي ،حتى وإن تدخل المبعوث الأممي بمحاولة مده بأوكسجين البقاء .