أبطال الجنوب يكتبون التاريخ ببطولاتهم… وأبواق الشمال تغرق في الأعذار والثرثرة وعقدة النقص

كتب / رائد عفيف
كلما خطّ الجنوب سطرًا جديدًا في كتاب التحرير، خرجت أبواق الشمال تردد كلمة واحدة: اتفاق.
حررنا عدن فقالوا اتفاق، انتزعنا لحج والعند وأبين فقالوا اتفاق، وصلنا شبوة وحضرموت وما زالوا يكررون نفس الأسطوانة المشروخة. وغدًا حين تُرفع راية الجنوب في المهرة ومكيراس، سيقولون أيضًا: اتفاق. بل حتى لو حررنا لهم صنعاء من الحوثي، سيصرخون بنفس الكلمة البائسة!
بدلًا من أن يصمتوا ويخجلوا من عجزهم، يواصلون الثرثرة على المنصات وكأنهم يظنون أن الناس جميعهم أغبياء. لكن الحقيقة واضحة: أنتم ومن أيّدكم تضحكون على أنفسكم قبل أن تضحكوا على غيركم.
إنه ليس تحليلًا سياسيًا، بل مرض مزمن يسكن جيناتهم. فهم لا يعرفون معنى التحرير، لأنهم لم يجربوا سوى الهروب عند أول طلقة. يشعرون بالنقص أمام رجال الجنوب الذين لا يقبلون أي محتل على أرضهم، فيلجأون إلى أسهل وسيلة: تحقير الانتصارات وتزييف الحقائق.
أبطال الجنوب يكتبون التاريخ بالدم والبطولة، بينما أبواق الشمال لا تجيد سوى صناعة الأعذار والثرثرة.
الجنوب يواجه الرصاص، والشمال يواجه عقدة النقص.
الجنوب يصنع المجد، والشمال يغرق في الهزيمة.
الخلاصة:
الفرق بين من يحرر الأرض ومن يهرب منها، هو الفرق بين من يكتب التاريخ ومن يكتفي بالثرثرة في المجالس.