اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

الرئيس (الزُبيدي) يُقلد بوسام ثقة المجتمع الدولي والإقليمي

نزيه مرياش

من يظن أن أحداث حضرموت والمهرة هي المحطة الأخيرة أو النهائية، وأن مدى هذه الأحداث تنحصر في إطار هتان المحافظتان، فقد أخفق في ظنه . فهذه العملية التي أُجريت في حضرموت والمهرة هي إحد الإجراءات الضرورية، لإجراء العملية الكبرى ( حرب الحوثي ) التي قد تم الإتفاق عليها دولياً وإقليمياً ومحلياً

التحولات الإستراتيجية التي تشهدها محافظتا حضرموت والمهرة، في إطار الموقف الدولي الذي يهدف إلى خنق وحصار طرق إمداد المليشيات الحوثية، دفع الرياض إلى تغيير موقفها، ومنح رأية الثقة لإنطلاق القوات الجنوبية نحو حضرموت والمهرة .

هذه الثقة العمياء التي أستطاع الرئيس الزبيدي بحنكته وصبره ومصداقيته وشجاعته، أن يفرضها وبإرتياح ليس فقط على طرف، بل على كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية دون إستثناء، وهذا الذي عجزه عنه البقية .

فالتخلص من المنطقة العسكرية الاولى لم يكن وليد اليوم، بل قد سعت له السعودية منذ الحادثة التي وقعت في مدينة سيئون بوادي حضرموت قبل عام، والتي قُتل خلالها ضابط وصف ضابط سعودي داخل مقر المنطقة الأولى في عهد قيادة حزب الإصلاح، وهروب المنفذ للعملية إلى مناطق الحوثيين .
هذه الحادثة شكلت منعطفاً مهماً لدى السعودية لرفع يدها عن تلك القوات – المحسوبة على جماعة الإخوان – والتوجه للقوات الجنوبية، لتكون جراح هذه العملية الإستئصالية .

وما أذهلني وأضحكني في المشهد ضمن هذا السياق، هو الدور الذي أُعطي للشيخ عمرو بن حبريش، دون علمه فيما يبدو، الذي أسهم في التمهيد لخطوات يُراد منها أن تكون المبرر لدخول القوات المسلحة الجنوبية، التي لم تتجة إلى مواقع

أحداث بن حبريش والمنطقة الثانية، بل أتجهت إلى المنطقة العسكرية الاولى والمهرة للسيطرة على منافذ التهريب للميليشيات الحوثية .

فهل يعقل أن يعمل المجتمع الدولي على تضييق الخناق على الحوثي في البحر، وذلك عبر إجراءات لا تعد ولا تحصى، وأخرها الأجتماع الذي ترأسته السفيرة البريطانية للجنة المنبثقة عن “مؤتمر شراكة الأمن البحري اليمني”، الذي عُقد في الرياض منتصف سبتمبر الماضي، لعمل إستراتيجية لإعادة بناء خفر السواحل اليمني، لإعتراض شحنات الأسلحة والمخدرات، ويترك المجتمع الدولي والإقليمي خطوط التهريب البرية في صحراء حضرموت والمهرة .
علماً أن القوى الدولية والإقليمية والنفوذ في اليمن لم يعدوا يثقوا بالقوى المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين – حزب الإصلاح – لدخول العاصمة المحتلة صنعاء أو السيطرة عليها لاحقًا .

فالاتجاه الفعلي للأحداث، والمعركة الحقيقية، يصبان نحو صنعاء …

زر الذهاب إلى الأعلى